رواية الباكورة الشهية - 12

الفصل الثاني عشر

وفي الغد ذلك اليوم زار المفتي القاضي وقال له: «بلغني أن حضرتك اجتمعت بالشيخ علي ليلة أمس وما قبلها، فعسى أن تكون النتيجة حسنة». فقص عليه ملخص ما جرى بينه وبين المذكور، فبهت المفتي برهة ثم قال: «إني طالعت التوراة مراراً بكل تدقيق لعلي أجد فيها شيئاً مما ذكر فلم أجد. فقلت ربما النصارى قد حذفوا عمداً مثل هذه الشهادات من ترجمتهم. فقصدت الحاخام رأوبين المشهور بالصدق والأمانة وسألته عن ذلك، فأكد لي بقسم عظيم أن لا شيء من ذلك في توراتهم. ولا يخفى عليكم ما كان عليه المرحوم الشيخ عباس إسماعيل أحمد من فرط الغرام بالحديث والروايات عن أقوال الرسول وأعماله ولفرط غيرته على إشهار الدين وامتداده درس العبرانية جيداً على الحاخام بنيامين شمعون، آملاً أن يرى بنفسه في الأصل العبراني ما روي وذكر. ولما اطلع على التوراة في اللغة التي أنزلت فيها، ولم يجد شيئاً من ذلك، زهد كل الزهد في الإسلامية، حتى لم يبق معه منها إلا الرسم الخارجي. ولما سألته مرة: كيف رأيت يا شيخي الشهادات في التوراة عن النبي؟ ضحك ثم تأوه وقال: تلك الأقاويل اسم بلا مسمى لا وجود لها البتة ولا رسم في توراة الله. فإذا كان محمد قد ادعى هذه الدعوى فيرجح أن ذلك دخل عليه بالغش من بعض منافقي يهود المدينة الذين أسلموا حباً بالأرباح والغنائم فصدقهم النبي. وإذا كان محمد لم يقل هكذا بل رواه عنه بعض الصحابة بغية تشييد الدين وازدياد الغرام بالنبي، فذلك مما يوقع الريب في كل حديث عنه، حتى في نفس القرآن الذي جمع على شهادات الناس وذممهم وهنا الطامة الكبرى».
القاضي: «عجباً يا مفتي أفندي، أيغش النبي هكذا من يهود المدينة؟ أين النبوة إذا؟ وإذا كان ممكناً أن يغش في مثل هذه الأمور فقد يمكن وقوع الغش عليه في أمور أخرى، وعليه يكون من الخطر الاعتماد على القرآن الذي يرى منافياً كل المنافاة للتوراة والإنجيل بخصوص شخصية المسيح وموته».
المفتي: «الله أعلم بحقيقة المصدر، ألا تعلم يا سيدي أن الريب بصحة الدين الإسلامي قد خامر قلوب كثيرين من علمائنا؟».
القاضي: «ما الطريقة إذاً؟ أنشاكلهم بالرياء والنفاق؟ أم نطمع بإيجاد سبيل لتوطيد الإيقان بصحة النبوة والرسالة؟».
المفتي: «دعنا الآن نطوي الحديث إلى أن نحصل على وقت موافق لنشره». ثم استأذن وانصرف تاركاً القاضي يتقلب على بساطة الحيرة واليأس.
ثم في غد ذلك اليوم دعا الوالي القاضي والمفتي مع بعض أرباب المجلس، وتشاوروا معاً بخصوص المكان الذي ينبغي تعيينه دار منفى لأولئك المتنصرين، فقال بعضهم ينبغي نفيهم إلى رودس، وآخرون إلى أرمينيا وغيرهم إلى كريت. وأما القاضي الذي كان من عادته أن لا يتكلم إلا بعد أن يفرغ الحاضرون من الكلام، قال له الوالي: «مالك لم تعط رأياً يا قاضي أفندي؟». أجاب: «أرى إن حسن لدى دولتكم أن يبعدوا إلى إحدى قرى لبنان، وهو حكومة خارجة عن الولاية». قال الوالي: «ولكنه مكان قريب من البلدة، ولا يعتبر ذلك كمنفى لأبناء بر الشام». ثم التفت إلى رئيس الجزاء وقال: «ماذا تفتكر يا حسن أفندي؟». أجاب: «إن محلاً كهذا قلما يفرق عن بقائهم في بيوتهم». ثم سأل المفتي عن رأيه في ذلك فقال: «نعم هو محل قريب، ولكنه يعتبر على كل حال منفى، وتعلمون دولتكم أن منطوق الأمر السامي لا يجيز قصاصهم بل إبعادهم عن المدينة والولاية حسماً للقلاقل والفتن التي يخشى حدوثها إذا بقوا في البلدة. وقرب مكان إبعادهم فيه توفير على الحكومة. وعلى كل فنظر دولتكم أوسع». فقاوم هذا الرأي مدعي العموم قائلاً: «لا أرى إلا أن حضرة قاضي أفندي ومفتي أفندي مغرضان جداً مع المتنصرين. نظر أفندينا في محل أن لبنان لا يعتبر منفى للمجرمين». أجاب رئيس مجلس التمييز: «لا جرم أن حضرة مدعي العموم أهان حضرة قاضي أفندي ومفتي أفندي بنسبته الغرض لهما. نعم إنهما على جانب عظيم من رقة القلب وحب السلام ولكن في العجلة الزلل. ألا يعلم حضرته أن بعض هؤلاء الرجال في سن الشيخوخة والهرم، فيخشى أن يؤثر في أجسامهم النحيفة طول المسافة ومشقة السفر على غير عادة، لا سيما في هذا الفصل الحار، فيموت بعضهم من جراء ذلك فتتهم الحكومة بإماتتهم؟». فحينئذ سكت الجميع، وأخيراً استصوب الوالي رأي القاضي وعول عليه. ثم التفت وقال: «حسناً ما ارتأيت يا قاضي أفندي (فأبدى حينئذ القاضي علامة الشكر والامتنان) ولكن أي مكان في لبنان ترى أن يكون أكثر مناسبة؟ فقال: «إن دير القمر يكون أنسب لذلك لكونه أبعد مكان حاضرة الولاية». وبعد التأمل في هذا الأمر قر الرأي على إبعادهم إلى المكان المذكور، ليلة رابع عشر الشهر بعد نصف الليل، وحرض الوالي الحاضرين على كتمان الأمر إلى أن يشاء دولته.
فلما كان اليوم الثالث عشر من الشهر فهم أولئك الرجال ما جرى من القرار بإبعادهم قريباً، ولكنهم لم يعرفوا في أي يوم وإلى أي مكان، فظهر على بعضهم ضعف العزم وانكسار القلب، غير أن أكثرهم كانت تلوح على وجوههم لوائح الشجاعة وعدم المبالاة، فعزى بعضهم بعضاً وتقووا، لا سيما بعد أن حملهم القاضي على الطمأنينة بقرب محل إبعادهم وبحسن المعاملة في سفرهم. ولما كانت الليلة الرابعة عشرة من صفر بعد نصف الليل بنحو ساعتين أخرجوا على حين غفلة من سجنهم وأركبوا للحال على دواب معدة لهم، وسار معهم خمسون عسكرياً من العسكر النظامي وخمسون فارساً من الجاندرمة. فتأوه حينئذ هؤلاء المساكين وبكوا بمرارة، إذ لم يكن لهم فرصة لتوديع أولادهم وإخوانهم، ولأنهم كانوا قد أطالوا السهر تلك الليلة ولم يرقدوا أكثر من نحو ساعتين. فسار بهم العسكر ليلاً ونهاراً دون توقف، ولم يكن لهم من معز في مسيرهم تلك الليلة سوى التأمل بإنعام الله وألطافه. وإذ كان ثمة القمر بدراً والجو نقياً قال الشيخ علي: «إن هذا البدر المنير والفلك النقي المرصع بالكواكب الدرية اللامعة يمثلان لي الطريق المنيرة التي اقتادنا الرب إليها وسيّرنا فيها، ما أعظم الفرق بين النور والظلام وبين الحق والباطل. ما أجمل هذا البدر المضيء لنا في طريق ارتحالنا هذه وما أحلى الهدوء والسكينة المخيمين على البلاد». وكانوا يتعزون بمثل هذا الحديث إلى أن لاح الفجر. وكان هؤلاء المساكين قد أعيوا وكلوا جداً من طول المسير، لأنهم لم يكونوا معتادين ذلك، فتوسلوا كثيراً إلى القائد أن يهب لهم وقتاً للراحة فأبى، وبعد أن كرروا إليه توسلاتهم ودفعوا له مبلغاً من النقود سمح لهم أن يترجلوا مرتين للراحة على الطريق قبيل الظهر والعصر ومرة عند المغرب، ثم سار بهم إلى أن بلغوا المقصود نحو الساعة السادسة من الليل، فباتوا خارجاً وفي الصباح دخلوا البلدة ودفع القائد رسالة الوالي إلى حاكم البلد فقبلهم بكل ترحاب، وأنزلهم في محل يليق بشأنهم وقابلهم بمزيد الإكرام والاعتبار، وفي الغد انقلب العسكر راجعاً.
أما ما كان من أهل العلماء وأقاربهم المذكورين فإنهم لما قاموا في الصباح وعلموا بإبعادهم ليلاً صاحوا بالبكاء والعويل، وأسرع كثيرون منهم إلى المجلس ضاجين بالصراخ يصيحون: «يا للظلم. يا للجور». فخرج القاضي وتكلم معهم بما هدأ روعهم وأسكن جأشهم. ثم صرفهم فمضوا وباطلاً اجتهدوا في استكشاف محل إبعادهم من رجال الحكومة والمأمورين، إذ كان أمر الوالي بالكتمان مشدداً جداً. ولكن بعد مضي نحو شهرين من الزمان عرفوا أين هم. فسار إليهم الشيخ حسن أخو الشيخ علي وابن أخيه محمد وبعض أولاد الآخرين، ولما وصلوا ودخلوا عليهم انطرحوا عليهم وهم يبكون وينتحبون، فوقع أولئك المنفيون على أعناق بنيهم وإخوتهم يقبلونهم بكل لهفة. وبعد أن سكن روعهم ومسحوا دموعهم وسأل كل منهم عن سلامة أهله وأولاده قدموا لهم ما أحضروه من الأمتعة والنقود، ولبثوا عندهم أسبوعين. وكان هؤلاء الرجال يفرغون جهدهم بتبشيرهم وتعليمهم، ويصلون معهم كثيراً، فتأثر أكثرهم وعلى الخصوص الشيخ حسن ومحمد أفندي عمر، فإنهما كانا يصغيان إلى تعليم الإنجيل بكل شوق ولذة. ففرح العلماء المذكورون جداً ورأوا بذلك جودة المنفى وربحه فحمدوا الله على ذلك. وإذ كان المذكورون قد قبلوا المعمودية منذ مدة في هذه البلدة، عمدوا أيضاً أولادهم وإخوانهم المؤمنين بمزيد الفرح والسرور، ثم صرفوهم قائلين: «ارجعوا الآن يا أولادنا بسلام الله إلى بلدكم وأهلكم، واحملوهم على الطمأنينة من جهة صحتنا، ولا تخافوا الناس ولا ترهبوهم، بل اتقوا الله الذي خلقكم، ومارسوا أموركم بالهدوء والسكينة». فرجعوا وكانوا في طريقهم يتحدثون بكل سرور بما علموه وآمنوا به. ولما وصلوا أخبروا أهلهم وأقاربهم عن محل المبعدين وسلامتهم، فاطمأنوا وتعزوا، وهكذا كانوا يترددون عليهم من وقت إلى آخر.
أما أولئك الرجال فكان قد وقع حبهم في قلوب أهل البلد وما جاورها من رفيع ووضيع، فكانوا يتقاطرون لزيارتهم أفواجاً أفواجاً، وكثيراً ما كانوا يدعونهم إلى بيوتهم بكل إكرام وإجلال، لأن حسن صفاتهم وغزارة علمهم ووفرة تقواهم أخذت بمجامع قلوب الجميع، فكانوا يتلقونهم في الأسواق والمخازن والمنازل بأحسن ملتقى والرؤساء الروحيون من كل المذاهب في لبنان وما جاوره كانوا يزورنهم ويبارحونهم بملء السرور، أما هم فكان غالب حديثهم مع زائريهم وعشائرهم فيما يختص بمحبة الله وجوده الفائق بابنه الوحيد، فكان سامعوهم يبهتون متحيرين من براعتهم وقوة إدراكهم سمو الحقائق المسيحية بوقت وجيز، وسرعة استحضارهم آيات الكتاب، حتى أنهم أصبحوا على صلاح الحال الروحي والأدبي في تلك البلاد، الأمر الذي سبب لهم سروراً لا يُقدر وملأ قلوبهم من روح الشكر والحمد، حتى قال بعضهم لبعض: «لولا الحب الطبيعي للوطن والأقارب لكنا نفضل البقاء في هذا المكان على الرجوع إلى الشام».
وإذ كان قد شاع أمرهم وذاع صيتهم لهجت بهم الجرائد الأوربية فسأل بعض الدول وكلاءهم في سوريا عن أمرهم فأفادوهم الواقع. فأرسلت بعض الدول المسيحية رقيماً للحضرة السلطانة، مآله أن أملها بجلالته صدور الأمر بإرجاع المومأ إليهم من منفاهم طبقاً لمبادئ الحرية. فأجاب حضرة السلطان بما ملخصه:
«إني لم آمر بإبعاد أولئك المتنصرين من قبيل عدم مراعاة الحرية التي أرغب دائماً أن أمتع بها كلا من رعاياي الأمناء - حاشا - غير أنه إذ كان هجرهم الإسلام وذهابهم إلى النصرانية أمراً حديثاً في بلد كدمشق، سكانها قليلو التمدن كثيرو التعصب، فمراعاة للصالح وحسماً لدواعي الفتن قد رأيت وجوب إبعادهم مؤقتاً إلى مكان ما خارج الولاية. وإجابة لالتماس حكومة الولاية صار إبعادهم إلى دير القمر في لبنان، بلد لا تبعد كثيراً عن بلدهم، كل سكانها على الدين المسيحي. وهذا ما يبرهن لديكم رغبتنا في راحة كل رعايانا وشعوبنا وسلامتهم. وسنستعلم من الوالي هناك حتى إذا وجد أنه لا يترجح بعد وقوع تشويش وقلاقل بسببهم إذا أرجعوا، نأمر بإرجاعهم».
ولم يمض شهران من السنة الثانية لإبعادهم حتى صدر الأمر السامي بإرجاعهم إلى بلدهم وأهليهم، وتخويلهم مطلق الحرية في ممارسة شعائر الدين كما يرغبون. فأرسل الوالي سراً ملازماً بنفر من الخيالة لإرجاعهم. ولما بلغ دير القمر ودفع الرسالة إلى حاكم البلد بإرجاع المومأ إليهم، سر الأهالي كافة بذلك، وإن كان عز عليهم فراقهم. وحضر تلك الليلة لوداعهم هيئة الحكومة وأعيان البلد كافة مظهرين لهم سرورهم لإطلاق سبيلهم وتخويلهم الحرية الواجبة.
فأجابهم الشيخ علي: «إن ألسنتنا تقصر عن إيفاء حق الشكران على الأفضال التي نلناها من لدن سعادة القائمقام الكريم وأعيان البلد، بل من أهلها كافة دون استثناء. إننا نرجع إلى بلدتنا وقلوبنا أسيرة قيود حبكم وألطافكم. فليكن مؤكداً لديكم أن صدورنا تختلج دائماً بالشكر والامتنان لحضرتكم».
فأجاب نائب البلد: «إننا نقول والحق أولى أن يقال أننا مقصرون كثيراً عما وجب علينا ذمة لحضرتكم. وبلدنا وضواحيها تعترف بما أوليتموها من خير الفوائد مدة إقامتكم فيها. فالله الذي عرفنا بكم ومتعنا بشهي ألطافكم السامية يريكم ذويكم وأحباءكم كافة بالخير والسلام ويمتعكم وإيانا بروض الحرية والراحة».
فأبدى حينئذ العلماء المذكورون علامة الشكر والامتنان، ثم ودعهم الحاضرون وانصرفوا. وفي الصباح قاموا من الدير وسار برفقتهم أيضاً ملازم آخر مع بعض الخيالة من قبل الحكومة المحلية، فكان مسيرهم على مهل وبحرية حيثما شاءوا وحلوا ومتى شاءوا ساروا. وفي اليوم التالي نحو الساعة الثالثة ليلاً بلغوا الشام، فادخلوا على الوالي، فقابلهم بشيء من الإكرام، وتلا عليهم الأمر السامي بإرجاعهم. ثم صرفهم إلى بيوتهم محرضاً إياهم على ملازمة الهدوء والسكينة وعدم التكلم مع المسلمين بأمر الدين. وبينما كان أولاد المذكورين وإخوتهم باهتمام عظيم في مسألة ترجيعهم من منفاهم، وصاروا في حالة الارتباك والحيرة لا يدرون ما يعملون، وكان إذ ذاك الشيخ حسن عمر مع بعض من أولاد وإخوة المشايخ الآخرين مجتمعين في بيت الشيخ علي، يتحدثون في هذا الموضوع، وإذا بالباب يقرع، فأجفل الشيخ حسن وخفق فؤاده، ثم وقف على قدميه وقال: «إن هذه القرعة أشبه بقرعة أخي» وبادر حالاً إلى الباب ونادى: «من يقرع الباب؟» فأجابه: «افتح يا حسن». فصرخ: «البشارة البشارة يا إخوان». وفتح الباب وإذا بأخيه الشيخ علي داخل، فوقع على عنقه وقبله. وذاك يقبل يديه مبللهما بدموع الفرح.
ولما علم في الغد أمر رجوعهم ابتدأ الناس يتواردون عليهم للسلام، ما خلا ناصر الدين وصحبه المعلومين. ثم أخذوا برد الزيارات للجميع، وكانوا يسيرون باتضاع واحتشام منعكفين على أعمال البر والإحسان، فأثر منظرهم هذا وحسن سلوكهم في الجميع، وزاد اعتبارهم وارتفع شأنهم عند الأكثرين، غير أنه على كل حال كان لهم مناظرون وحساد كثيرون، لا يفترون عن القدح بهم والتهييج ضدهم، ولكن قلما كان يلتفت إلى مقالهم أو يعبأ بافترائهم. وفي أثناء ذلك أشهر أحمد أفندي القوتلي السالف ذكره إيمانه بالمسيح حسب الإنجيل، وكان مواظباً على الشيخ علي والشيخ محمود وسماع حديثهما عما جرى لهما ولأصحابهما منذ اطلاعهم على تلك الرسالة التي أصبحت وسيلة إنارتهم واهتدائهم. وقال لهم مرة: «كم من الثواب والأجر لذلك المسيحي الفاضل الذي اتحفكم بهذه الهدية الكريمة. أما أرسلتم له مكتوب الشكر والمحبة؟». قال الشيخ أحمد عبد الهادي: «كنا عزمنا على ذلك ونحن في دير القمر، ولكن بعد الاستعلام عنه وعن محل إقامته بلغنا من مصدر يركن إليه أنه قد نقل من هذا العالم من نحو ثمانية أشهر، فتأسفنا حيث لم نكتب له من قبل ذلك». فصفق القوتلي بيديه وقال: «آه لو عاش ورأى ثمرة عمله. ولكنه سيراها على نوع أجل في حضرة ربه، يموت الصديقون ولا تموت أغراسهم، وسيحصدون غلات ما زرعوا في يوم لا يضيع فيه أجر مثقال ذرة من الفضل».

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.