الله اختارني للحياة الأبدية - 5
الفصل الخامس: صحة الكتاب المقدس
كما ذكرتُ في بداية روايتي قصة إيماني، كان أول ما حرَّكني للبحث عن صحة الكتاب المقدس آية واحدة قرآنية هي المائدة ٥: ٦٨ «قُلْ يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ». وهذا يعني أنهما كلمة الله الحق لكل من يعبد الله حسب مشيئته بالروح والحق.ولكن هناك آيات أخرى يردّدها الوعاظ المسلمون (وكنت أفعل ما يفعلون) ويخطئون في تفسيرها فيبرهنون تحريف التوراة والإنجيل. ولقد قررت أن أدرس المعنى الصحيح لهذه الآيات القرآنية، تماماً كما أردت أن أعرف محتويات الكتاب المقدس بنفسي. وقد درست ووصلت الى نتيجة أشارك القارىء فيها:
- البقرة ٢: ٧٥
«أَفَتَطْمَعُونَ أَن
يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ
ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ
يَعْلَمُونَ». ويقول المفسرون المسلمون إن
«... فريق منهم»
تعني علماء اليهود والمسيحية الذين حرَّفوا التوراة والإنجيل. غير أنني
وجدت أن هذا ليس المعنى المقصود من البقرة ٧٥ - فالفريق منهم الذي حرَّف
الكتاب هم مسلمون من خلفية يهودية ونصرانية، أسلموا ثم ارتدّوا عن الإسلام
بعد أن درسوا التعاليم الإسلامية، فاتّهمهم القرآن أنهم يحرفون تفسير
القرآن من بعد أن عقلوه. ويمكن أن نفسّر هذه الآية هكذا:
«هل لا زلت تتوقع يا محمد أن
يصدقوك؟ إن هؤلاء اليهود والنصارى عقلوا القرآن وما جِئْتَ به. لقد آمنوا
بالإسلام ثم حرَّفوا معاني القرآن. ولذلك فإنهم حمقى كاذبون جاهلون!».
البقرة ٧٥ لا تهاجم علماء اليهود والنصارى، ولا تقول إنهم حرَّفوا كتابهم، لكنها تتكلم عن تحريف تفسير القرآن من فريق أسلم ثم ارتدّ عن الإسلام. - البقرة ٢: ١٠٦
«مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا».
يقول المسلمون إن المقصود بالمنسوخ هو ما جاء في التوراة والإنجيل. غير أن الدارس المدقق يكتشف أن الآيات المنسوخة هي آيات قرآنية، انتهى العمل بأحكامها. ويقول كتاب «التجديد في الإسلام» إن هناك نحو خمسين آية قرآنية نُسخت.
ويقول بعض المسلمين إن الآيات المنسوخة هي التي ذكرت معجزات محمد، لأن محمداً النبي المنذر لم يُجْر معجزات كموسى والمسيح اللذين سبقاه. وهكذا نجد أن البقرة ١٠٦ لا تنفي صحة الكتاب المقدس ككتاب من عند الله، ولا تقول بنسخه. - المائدة ٥: ١٣ «فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ».
ليست هناك تعليقات: