سلطان يسوع المسيح بالقول والفعل

تكلم غيره من الرسل والأنبياء بما أنزل عليهم مصرحين بأن الكلام الذي يأتون الشعب به ليس كلامهم أنفسهم فيقولون: «هكذا قال رب الجنود» أو «كانت إليّ كلمة الرب». لكن يسوع تكلم بصورة جعلت المخبر يقول:
«بُهِتَتِ ٱلْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَٱلْكَتَبَةِ» (متّى ٧: ٢٨ - ٢٩).
وقال هو مرة:
«دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلأَرْضِ» (متّى ٢٨: ١٨).
«لأَنَّ ٱلآبَ لاَ يَدِينُ أَحَداً، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ٱلدَّيْنُونَةِ لِلٱبْنِ، لِكَيْ يُكْرِمَ ٱلْجَمِيعُ ٱلٱبْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ ٱلآبَ» (يوحنا ٥: ٢٢ و٢٣).
وقال إنه سيأتي ثانية بمجده في ملكوته مع ملائكته ومختاريه (متّى ٢٥: ٣١ و٣٤). إذا المجد والملكوت والملائكة المختارون كلهم له إذ هو والآب واحد كما قال.
وقال إنه في اليوم الأخير هو يقيم الذين يؤمنون به (يوحنا ٦: ٣٩ و٤٠). وأنه يحيي من يشاء (يوحنا ٥: ٢١).
وقد ظهر سلطانه في أعماله كما في أقواله إذ تصرف كآمر وكان يمنح التائبين غفراناً إلهياً كاملاً وثابتاً. وبذلك أغضب رؤساء اليهود حتى حكموا عليه بأنه يجدف وقالوا:
«مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ ٱللّهُ وَحْدَهُ» (مرقس ٢: ٧).
وعندما أقام الموتى كان يأمرهم أمراً كما فعل في إقامة لعازر من قبره قائلاً:
«هَلُمَّ خَارِجاً» (يوحنا ١١: ٤٣).
وهكذا كان يأمر الشياطين والأنواء كمتسلط عليها فتطيعه. ففي إظهاره السلطان قولاً وفعلاً لم يماثله نبي ولا رسول.
ومن هذا الكوكب اللامع كوكب سلطانه يتألق نور قدرته الفائقة الشاملة. قال:
«لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لٱبْنِ ٱلإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى ٱلأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ ٱلْخَطَايَا» (مرقس ٢: ١٠).
فهل يستطيع أحد ليس له قدرة كهذه أن ينير العالم أجمع ويخلص جميع البشر من الآثام؟ كلا ثم كلا. لأنه من يركن يا ترى إلى مخلص قدرته بشرية فقط.
فكوكب سلطان يسوع المسيح وقدرته ينير طريق كل من يلجأ إليه شاعراً بضعفه وقصوره ومشتاقاً إلى مخلص قدير لأنه يجد في المسيح الذي كان يخرج الشياطين مخلصاً يطرد من قلبه إبليس رئيس الشياطين. وفي من كان يسكن بكلمة هياج الرياح والأمواج يجد من يزيح من طريقه كل العقبات وبواعث الفشل التي تتعرض له. وفي من كان يقيم الموتى يجد مخلصاً يبث فيه من روحه نشاطاً جديداً وحياة جديدة. وفي من فتح قلبه ويديه للفقير والحقير والشرير التائب يجد من يشفع فيه شفاعة فعالة أمام عرش العظمة في سماء المجد. وفي من قام من قبره في اليوم الثالث يجد مخلّصاً يقتلع من قلبه آفة الخوف من الموت فيحول فراش الوفاة إلى سرير الحياة وغلبة الهاوية إلى النصر المجيد وباب القبر المظلم إلى باب السعادة النيرة في الأمجاد السماوية.
فالسلطان إذا شرط ضروري في المخلّص الذي يقيمه الله ويجعله نور العالم. وهذا كوكب لا يمسكه بيمينه إلا يسوع وحده.

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.