المسيح عُلق على خشبة الصليب

١٢ - التوراة تنص على أن كل من علق على خشبة فهو ملعون وأنتم تصرون على أن المسيح عُلق على خشبة الصليب... وتتباهون بتعليق الصليب على صدوركم، ونحن نصر على تنزيه المسيح من تخريصاتكم، فمتى نتفق؟

  1. نص التوراة صحيح ويسوع المسيح عُلق على خشبة الصليب كفاد فعلاً وذلك لكي يزيل حكم اللعنة عن البشر، الذين لم يثبتوا في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس.
  2. إن كان أحد مدعواً مسيحياً ويُعلق الصليب في عنقه تباهياً، فذلك تذكير بما قاله الرسول المغبوط بولس: «وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ ٱلْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ» (غلاطية ٦: ١٤).
  3. كلا، لسنا بمخرصين، فموت المسيح الفدائي حقيقة تستند على النبوات وشهادة الرسل الذين شهدوا موته وعاينوا قيامته وكذلك التاريخ شاهد لهذه الحقيقة. وإذا ما تأملنا في كتابات الرسل الموحى بها، نرى أن الإنجيل الذي بشروا به منذ فجر المسيحية، وقبله الناس وبه خلصوا، إنما كان الخبر السار، الذي لخصه بولس رسول الأمم بهذه العبارات الصريحة: «وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ بِٱلإِنْجِيلِ ٱلَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ، وَتَقُومُونَ فِيهِ، وَبِهِ أَيْضاً تَخْلُصُونَ، إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثاً! فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي ٱلأَّوَلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضاً: أَنَّ ٱلْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ ٱلْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ حَسَبَ ٱلْكُتُبِ» (١ كورنثوس ١٥: ١ - ٤). ومع ذلك فبعد مرور ما يربوا على الخمسماية سنة على انتشار هذا الإنجيل في كل العالم، جاء من يعترض على هذه الحقيقة لكأنه يقول للمسيحيين، أنتم على خطأ في دينكم.
    لقد دار في خلدي أن أقوم والسائل الكريم بجولة في موضوع الصليب مستعرضاً أقوال الأنبياء ورسل المسيح وإعلانات المسيح نفسه، وما كتبه المؤرخون وشهود العيان ولكن لا لزوم لذلك، لأن العالم السماوي بكتبه الموحى بها، والعالم الأرضي بسجلاته التاريخية يشهدان بذلك:
    وليس يصح في الأذهان شيء متى احتاج النهار إلى دليل
  4. أما عن القسم الأخير من سؤالك فأقول: يخبرنا الإنجيل أن الرب يسوع حين وجه دعوته إلى اليهود قال: «مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجاً» (يوحنا ٦: ٣٧). وقال أيضاً: «أَنَا هُوَ ٱلْقِيَامَةُ وَٱلْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا» (يوحنا ١١: ٢٥).
فالإقبال إلى يسوع معناه قبوله مخلصاً شخصياً بالفداء الذي أكمله بذبيحته الكفّارية على الصليب. والإيمان بيسوع يشمل الإيمان بلاهوته. فإذا أردتم أن نتفق فعلاً، فهلم نردد معاً التسبيحة التي أطلقها سكان أورشليم حين جاءهم يسوع في موكب رئيس السلام: «مبارك الآتي باسم الرب»، وحينئذ نشارك معاً جماهير المفديين في ترنيمة الفداء قائلين «ٱلَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، وَجَعَلَنَا مُلُوكاً وَكَهَنَةً لِلّٰهِ أَبِيهِ، لَهُ ٱلْمَجْدُ وَٱلسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ. آمِينَ» (رؤيا ١: ٥ و٦).

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.