نزعة الإنسان إلى العنف

لا يزال يتجادل العلماء طيلة مئات السنين حول ما الذي يدفع الإنسان إلى إظهار القساوة تجاه أمثاله.
فحاول مختصون من جامعة مدريد الإجابة عن هذا السؤال عن طريق دراسة إحصاءات لحالات وفاة أجداد الإنسان القدماء وتوصلوا إلى واقع أن القساوة ناتجة عن التطور والارتقاء.
فيعتقد أنصار نظرية فيلسوف عصر التنوير جان جاك روسو أن القساوة تعتبر نتيجة للحضارة حيث لم يكن الإنسان البدائي قاسيا أكثر من الحيوانات. من جهة أخرى يقف أنصار نظرية ثوماس غوبس موقفا يقول إن العنف ناتج عن الارتقاء، أما ارتفاع مستوى الحضارة فيؤدي إلى تقليص عدد النزاعات وتخفيض درجة القساوة بين البشر.
وقد حلل العلماء الإسبانيون المعطيات حول أعداد ونسب الوفيات في 137 فصيلة من فصائل الثدييات ودرسوا أكثر من 4 ملايين حالة وفاة بين الحيوانات القديمة والأناس القدماء. واتضح للباحثين أن 0.3% فقط من الثدييات تموت نتيجة لنزاعاتها مع أمثالها علما أن هذا المؤشر يزداد عند الرئيسيات إلى 1.8% ليبلغ 2% عند الإنسان القديم. وقد مات أجداد كل القرود نتيجة العنف في 2.3% من الحالات علما بأن قيمة هذا المؤشر كانت تنخفض حتى تقلصت مع تعمق الزمن على امتداد محور الارتقاء.
وتدل هذه المعطيات على صحة نظرية غوبس التي تنص على أن العنف هو نتيجة التطور والارتقاء. ومع هذا تعددت الوفيات الناتجة عن العنف مع تطور الحضارة بشكل فجائي حيث بلغت نسبة هذه الوفيات 30% في العصر الحديدي والعالم القديم. ويعلل المختصون هذا الواقع بتغير الوسط الطبيعي الذي بدأ يعيش فيه الإنسان

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.