الله اختارني للحياة الأبدية - 3
الفصل الثالث: التوحيد المسيحي
تبدو كلمة «توحيد» غريبة على أذن المسيحي لأنها نادرة الاستعمال في كتب اللاهوت المسيحية. ولكن التوحيد المسيحي عقيدة عميقة. فالله واحد في ثالوث، ولو أن معظم إخوتنا المسلمين لا يفهمون ما نقصده بها، بسبب تعليمهم وخلفيتهم.يؤمن المسلم بوجود إله واحد، إيماناً لا يتغير ولا يزول. والمسيحية تعلّم العقيدة نفسها، فالمسيحيون يؤمنون بإله واحد حقيقي. فهل العقيدة الإسلامية والمسيحية في التوحيد متماثلتان؟
نجد التعليم الإسلامي عن التوحيد في سورة الإخلاص، والبقرة ١٦٣ والمائدة ٧٣، وفي غيرها.
ونجد التعليم المسيحي عن التوحيد في آيات مثل إشعياء ٤٥: ٥ «أَنَا ٱلرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلَهَ سِوَايَ» ويوحنا ١٧: ٣ «وَهٰذِهِ هِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ ٱلإِلٰهَ ٱلْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ» و «لَيْسَ إِلٰهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِداً» (١كورنثوس ٨: ٤) و «لَنَا إِلٰهٌ وَاحِدٌ: ٱلآبُ ٱلَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ ٱلأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، ٱلَّذِي بِهِ جَمِيعُ ٱلأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ» (١كورنثوس ٨: ٦).
وبعد قراءة هذه الآيات لم يعُد لديَّ شك في وحدانية الله في المسيحية. لم يكن هناك داعٍ لتغيير عقيدتي في الوحدانية لأنتقل من الإسلام إلى المسيحية. بالعكس بعد أن أصبح مسيحياً سأفهم الوحدانية بنقاء أكثر. كل ما هناك أني سأرفض نبوّة محمد.
ويظن المسلمون أن المسيحيين ينقضون وحدانية الله، ولكنهم في هذا مخطئون. وإني أؤكد أن التعليم المسيحي ينقي عقيدة وحدانية الله، فالتوحيد المسيحي هو أنقى وأفضل تعليم عن الله. يساعدنا على إدراك هذا إدراكنا للمقصود بالشِّرْك.
يهاجم
الإسلام الشرك بالله. ونحتاج أن نفهم الوحدانية في المسيحية حتى لا تختلط
بفكرة الشرك. يعتبر القرآن الشرك إحدى الخطايا الثلاث التي لا تُغتَفر،
ولذلك درستُ المسيحية لأتأكد من خلوّها من أي عنصر شرك، فوجدتُ الكتاب
المقدس يقول:
«لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ
أُخْرَى أَمَامِي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً
مَا مِمَّا فِي ٱلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مِنْ تَحْتُ،
وَمَا فِي ٱلْمَاءِ مِنْ تَحْتِ ٱلأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ
تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ إِلٰهٌ غَيُورٌ،
أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ ٱلآبَاءِ فِي ٱلأَبْنَاءِ فِي ٱلْجِيلِ ٱلثَّالِثِ
وَٱلرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ» (خروج ٢٠: ٣-٥) ويذكّرنا
الرسول يوحنا أن نحفظ أنفسنا من الأصنام (١يوحنا ٥: ٢١). ويجب أن ندرك ما
هو الصنم، فليس كل تمثال صنماً، ولا كل عمود أو شاهد قبر وثناً. ولكن هذه
تصبح أصناماً عندما تؤدَّى لها الواجبات الدينية ويصلّون أمامها.
إن أصحاب الديانات «الروحية» الذين يعبدون الأرواح هم مشركون، والكتاب المقدس يحذرنا من هذا بقوله: «لاَ يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ٱبْنَهُ أَوِ ٱبْنَتَهُ فِي ٱلنَّارِ، وَلاَ مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلاَ عَائِفٌ وَلاَ مُتَفَائِلٌ وَلاَ سَاحِرٌ، وَلاَ مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً، وَلاَ مَنْ يَسْأَلُ جَانّاً أَوْ تَابِعَةً، وَلاَ مَنْ يَسْتَشِيرُ ٱلْمَوْتَى. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذٰلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ ٱلرَّبِّ. وَبِسَبَبِ هٰذِهِ ٱلأَرْجَاسِ، ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ» (تثنية ١٨: ١٠-١٢).
وألخّص هنا بعض نقاط الإيمان المسيحي:
إن أصحاب الديانات «الروحية» الذين يعبدون الأرواح هم مشركون، والكتاب المقدس يحذرنا من هذا بقوله: «لاَ يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ٱبْنَهُ أَوِ ٱبْنَتَهُ فِي ٱلنَّارِ، وَلاَ مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلاَ عَائِفٌ وَلاَ مُتَفَائِلٌ وَلاَ سَاحِرٌ، وَلاَ مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً، وَلاَ مَنْ يَسْأَلُ جَانّاً أَوْ تَابِعَةً، وَلاَ مَنْ يَسْتَشِيرُ ٱلْمَوْتَى. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذٰلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ ٱلرَّبِّ. وَبِسَبَبِ هٰذِهِ ٱلأَرْجَاسِ، ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ» (تثنية ١٨: ١٠-١٢).
وألخّص هنا بعض نقاط الإيمان المسيحي:
- تؤمن المسيحية أن الله واحد، له وحده السجود والعبادة. وكل سجود لغيره خطية كبيرة (لوقا ٤: ٨، متى ٤: ١٠، تثنية ٦: ١٣، يشوع ٢٤: ١٤، ١٥).
- لا تقبل المسيحية بوجود آلهة إلى جوار الله، مهما كان نوعها، من تماثيل ومبانٍ وبشر - حتى الكعبة (بيت الله). إن كل سجود لأيٍّ من هذه شرك بالله، ونقض للوحدانية.
- المسيحي الصالح لا يستشير عرَّافاً ولا ساحراً ولا قارىء بخت أو طالع. ولا يقدم بخوراً للموتى. وهو لا يخاف من الأرواح الشريرة (تثنية ١٨: ١٠-١٣).
- المسيحي الصالح لا يخشى قوة السحر، والأرواح الشريرة، فقد هزم المسيح كل قوات الشر. وستخضع كل هذه الأرواح للمسيح ولأتباعه (يوحنا ١٤: ١٢، مرقس ١٦: ١٧).
- لا يرى المسيحي في أحجار أو خاتم أية قوة خاصة، فالقوة الوحيدة في المسيحية هي قوة روح الله (رومية ١٤: ١٧، ١٨).
- يجب على المسيحي أن يصلي لله في حالة قلقه ومخاوفه، والله يعرف حاجتنا ويستجيب صلاتنا (مزمور ٥: ٣، متى ٦: ٢٥-٣٤، ٧: ٧، ٨). ولا يذهب مسيحي صالح لقبر وليٍّ ولا تقي.
- وإنني أعلن بضمير صالح أن التوحيد المسيحي هو أنقى توحيد، فلا مكان لروح ولا جان - هناك فقط الآب، وكلمته الحي الفعَّال: يسوع المسيح الرب.
قبل
أن أقبل الإيمان بالمسيح كان التثليث عقبة كبرى لي (كما أنه عقبة
لكثيرين). ويرجع ذلك إلى عدم فهم الإيمان المسيحي. وقد وجدت أن التثليث
المسيحي لا يناقض عقيدة التوحيد. فالمسيحيون يقدرون أن يردّدوا مع المسلمين
ما جاء في المائدة ٥: ٧٣
«لَقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوا إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ» والنساء ٤: ١٧١
«وَلاَ تَقُولُوا ثَلاَثَةٌ».
ويعتقد المسلمون (وكنت معهم) أن هذه الآيات تهاجم التثليث المسيحي.
والحقيقة أنها تهاجم تثليثاً خاطئاً تهاجمه المسيحية أيضاً، فهي تهاجم وجود
ثلاثة آلهة مختلفة، ولكنها لا تتعرض لعقيدة
«الله واحد في ثالوث».
ونحن المسيحيين نرفض كل أثر للشرك، بما في ذلك الثالوث «غير الكتابي» - فلا توجد ثلاثة آلهة مختلفة. والمسيحية ترفض أيضاً الكفر بالله، كما ترفض عقيدة حلول الله في الكون. فملخَّص العقيدة المسيحية في التوراة والإنجيل هي «ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ» (تثنية ٦: ٤، ٥ ومرقس ١٢: ٢٩، ٣٠). وفي إشعياء ٤٥: ٥ «أَنَا ٱلرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ». وفي يوحنا ١٧: ٣ «وَهٰذِهِ هِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ ٱلإِلٰهَ ٱلْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ». ومن هذا نرى أن التثليث المسيحي لا يناقض التوحيد. ونوضح التثليث كالآتي:
ونحن نسمِّي هذه التجليات الثلاثة
«ثلاثة أقانيم» - مثل ما يقول المسلمون إنها
«صفات» الله.
وهي واحدة في الجوهر، غير منفصلة. للثلاثة نفس القوة والخلود والوجود.
كانوا دائماً معاً، ولم يسبق أحدهم الآخر. فالآب والكلمة والروح القدس هم
«الله». فوحدة الثالوث لا تناقض عقيدة التوحيد أبداً، كما أنها ليست اتحاداً بين ثلاثة آلهة.
والقرآن لا يهاجم هذا التثليث. فما جاء في المائدة ٧٣ والنساء ١٧١ يهاجم التعدد في الله. وهذا ما تهاجمه المسيحية. ولا توجد آية قرآنية واحدة تهاجم التثليث المسيحي.
ونحن المسيحيين نرفض كل أثر للشرك، بما في ذلك الثالوث «غير الكتابي» - فلا توجد ثلاثة آلهة مختلفة. والمسيحية ترفض أيضاً الكفر بالله، كما ترفض عقيدة حلول الله في الكون. فملخَّص العقيدة المسيحية في التوراة والإنجيل هي «ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ» (تثنية ٦: ٤، ٥ ومرقس ١٢: ٢٩، ٣٠). وفي إشعياء ٤٥: ٥ «أَنَا ٱلرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ». وفي يوحنا ١٧: ٣ «وَهٰذِهِ هِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ ٱلإِلٰهَ ٱلْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ». ومن هذا نرى أن التثليث المسيحي لا يناقض التوحيد. ونوضح التثليث كالآتي:
- الله الخالق واسمه «الآب» هو خالق الكون. هو «الله القدير».
- كلمته «الابن» الذي تجسَّد بالميلاد في يسوع. هو الكلمة الحي الذي يعلن لنا إرادة الله وأحكامه، ويشجعنا بمواعيده، ويكلمنا باللغة التي نفهمها. ولقب الكلمة يشبه لقب «الله المريد».
- روح الله الذي يساعد ويرشد ويهدي. وهذا يشبه اسم الله «المحيي».
والقرآن لا يهاجم هذا التثليث. فما جاء في المائدة ٧٣ والنساء ١٧١ يهاجم التعدد في الله. وهذا ما تهاجمه المسيحية. ولا توجد آية قرآنية واحدة تهاجم التثليث المسيحي.
ليست هناك تعليقات: