أعمال المسيح تشهد بألوهيته
- إقامة الأموات (لوقا ٧: ١٣ - ١٥، مرقس ٥: ٢٢، يوحنا ١١: ١ - ٢٧).
- غفران الخطايا (مرقس ٢: ٥ - ١٢) لأن غافر الخطايا هو الله.
- العلم بالخفيات (لوقا ٢٢: ١ - ١٢).
- سلطانه على عناصر الطبيعة (لوقا ٨: ٢٢ - ٢٥).
- إرساله الروح القدس (يوحنا ١٥: ٢٦).
- كونه خالق الكل (كولوسي ١: ١٦).
لقد أعلن الآب ذلك بوحيه إلى الأنبياء الذين كتبوا الأسفار المقدسة:
«لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ٱبْناً، وَتَكُونُ ٱلرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى ٱسْمُهُ عَجِيباً، مُشِيراً، إِلَهاً قَدِيراً، أَباً أَبَدِيّاً، رَئِيسَ ٱلسَّلاَمِ» (إشعياء ٩: ٦).
«وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ ٱلسَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا ٱلْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ٱبْناً وَتَدْعُو ٱسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ» (ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللّٰهُ مَعَنَا)»(إشعياء ٧: ١٤، متّى ١: ٢٣).
«لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ٱبْناً، وَتَكُونُ ٱلرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى ٱسْمُهُ عَجِيباً، مُشِيراً، إِلَهاً قَدِيراً، أَباً أَبَدِيّاً، رَئِيسَ ٱلسَّلاَمِ» (إشعياء ٩: ٦).
«وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ ٱلسَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا ٱلْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ٱبْناً وَتَدْعُو ٱسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ» (ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللّٰهُ مَعَنَا)»(إشعياء ٧: ١٤، متّى ١: ٢٣).
إن
شهادة الرسل الذين درسوا الديانة اليهودية، التي تُعلّم التوحيد ذات أهمية
كبرى وقد جاءت شهادتهم عن طريق الأثر القوي الفعال الذي انطبع في عقولهم
وقلوبهم وضمائرهم من حياة يسوع الفائقة الطبيعة وتعاليمه السماوية وأعماله
العجيبة، حتى آمنوا بألوهيته. وفي كل ما كتبوه عن لاهوته وتركوا كل شيء
وتبعوه، لم يشعروا بأنهم أتوا أمراً غير عاد أو مخالف لعقيدتهم التوحيدية
ففي الأناجيل التي دونوها والرسائل التي كتبوها، نسبوا إليه كل الصفات التي
اعتادوا أن يعزوها إلى الله. ذلك لأنهم وجدوا في المسيح ينبوعاً لحياتهم
الروحية وفي كرازاتهم المدونة تكلموا عنه كقوة قديرة حاضرة وقد تأكدوا من
أزليته ومجده الإلهي قبل أن يتجسد. وخلاصة القول أن أكبر مكابر لا يستطيع
أن ينكر أن الرسل والمسيحيين الأوائل عبدوا يسوع كرب. وها هي عينات من
شهاداتهم:
مرقس الإنجيلي: هذا التلميذ افتتح إنجيله بالقول «بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱبْنِ ٱللّٰهِ» (مرقس ١: ١). وختمه بالقول: «ثُمَّ إِنَّ ٱلرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ٱرْتَفَعَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱللّٰهِ. وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَٱلرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ ٱلْكَلاَمَ بِٱلآيَاتِ ٱلتَّابِعَةِ» (مرقس ١٦: ١٩ - ٢٠).
يوحنا الإنجيلي: افتتح هذا البشير إنجيله بالقول: «فِي ٱلْبَدْءِ كَانَ ٱلْكَلِمَةُ، وَٱلْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ ٱللّٰهِ، وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ ٱللّٰهَ. هٰذَا كَانَ فِي ٱلْبَدْءِ عِنْدَ ٱللّٰهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ» (يوحنا ١: ١ - ٣).
ولقد وردت «الكلمة» في اليونانية - التي هي لغة الإنجيل الأصلية - بلفظة «لوغوس» ومعناها النظام الذي يسود الكون، أو الوسيط بين الله والكون. والذي به خلق الله الكون.
لذلك ألهم يوحنا أن يبين لليهود واليونانيين معنى الكلمة، فقال: في البدء كان الكلمة كلمة البدء هنا تعني الأزل أي أن وجود الكلمة، كان سابقاً لكل وجود.
ولكي يقضي على فكرة القائلين بأن الله لا يمكن أن يتصل بالمادة، قال: «وَٱلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ ٱلآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً» (يوحنا ١: ١٤).
بطرس الرسول: قال هذا الرسول في شهادته أمام جمهور اليهود: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱسْمَعُوا هٰذِهِ ٱلأَقْوَالَ: يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ بِقُّوَاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا ٱللّٰهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. هٰذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ ٱلسَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ ٱللّٰهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ ٱلْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ... فَلْيَعْلَمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ ٱللّٰهَ جَعَلَ يَسُوعَ هٰذَا، ٱلَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبّاً وَمَسِيحاً» (أعمال ٢: ٢٢ - ٣٦).
بولس الرسول: قال هذا الرسول بإلهام الروح القدس: «لٰكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ ٱلْكَامِلِينَ، وَلٰكِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هٰذَا ٱلدَّهْرِ، وَلاَ مِنْ عُظَمَاءِ هٰذَا ٱلدَّهْرِ، ٱلَّذِينَ يُبْطَلُونَ. بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ ٱللّٰهِ فِي سِرٍّ: ٱلْحِكْمَةِ ٱلْمَكْتُومَةِ، ٱلَّتِي سَبَقَ ٱللّٰهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ ٱلدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، ٱلَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هٰذَا ٱلدَّهْرِ - لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ ٱلْمَجْدِ» (١كورنثوس ٢: ٦ - ٨).
فيسوع صار في صورة إنسان حين تجسد، وفي الوقت نفسه كان إلهاً لم يعرفه أبناء هذا الدهر. ولو أنهم عرفوا أنه رب المجد لامتنعوا عن صلبه.
وقال في مكان آخر: «لٰكِنْ لَنَا إِلٰهٌ وَاحِدٌ: ٱلآبُ ٱلَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ ٱلأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، ٱلَّذِي بِهِ جَمِيعُ ٱلأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ» (١ كورنثوس ٨: ٦).
وقال في رسالته إلى أهل كولوسي: «شَاكِرِينَ ٱلآبَ ٱلَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ ٱلْقِدِّيسِينَ فِي ٱلنُّورِ، ٱلَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ ٱلظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ٱبْنِ مَحَبَّتِهِ، ٱلَّذِي لَنَا فِيهِ ٱلْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ ٱلْخَطَايَا، ٱلَّذِي هُوَ صُورَةُ ٱللّٰهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ... فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ ٱلْكُلُّ: مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى ٱلأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. ٱلْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ ٱلْكُلُّ» (كولوسي ١: ١٢ - ١٧).
وقال أيضاً: «اُنْظُرُوا أَنْ لاَ يَكُونَ أَحَدٌ يَسْبِيكُمْ بِٱلْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِلٍ، حَسَبَ تَقْلِيدِ ٱلنَّاسِ، حَسَبَ أَرْكَانِ ٱلْعَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ ٱلْمَسِيحِ. فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ ٱللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً. وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ فِيهِ، ٱلَّذِي هُوَ رَأْسُ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ» (كولوسي ٢: ٨ - ١٠).
قال رجل الله ستانلي جونس: إني أعرف أن لا شيء أسمى وأجدر بالله وبالإنسان من مشابهة يسوع المسيح لأني أعتقد إن كان الله مثل المسيح فهو إله صالح، يمكن الاتكال عليه والثقة فيه، لأن شكوك العالم ليست عن المسيح، بل هي عن الله لأن الناس حين يرون الزلازل تبيد الأبرار والأثمة على السواء. وحين يرون الأطفال يقاسون ألوان العذاب من أمراض مختلفة يتحيرون ويتساءلون أيوجد إله صالح في هذا الكون؟ ولكن الفكر المضعضع المرتاب يلتفت إلى يسوع المسيح بطمأنينة ويقول: إن كان الله مثل هذا فهو إله حق. ونحن كمسيحيين نقول أن الله كذلك فهو كالمسيح في سجيته ونعتقد أن الله هو يسوع المسيح في كل مكان وأن يسوع المسيح هو الله معنا. إنه حياة البشرية.
ولو اجتمع أكبر أصحاب العقول والنفوس بين الناس وشحذوا قرائحهم ليتوصلوا إلى معرفة صفات الإله الذي يودون أن تكون له سيادة الكون، لوجدوا أن صفاته الأدبية والروحية تتخذ صورة شبيهة بصورة يسوع، ومما لا ريب فيه إن أعظم بشارة أعلنت للجنس البشري، هو القول الموحى به من الله: «عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ ٱلتَّقْوَى: ٱللّٰهُ ظَهَرَ فِي ٱلْجَسَدِ» (١ تيموثاوس ٣: ١٦) وإن أعظم ما نستطيع إذاعته على العالم غير المسيحي، هو أن الله الذي تعرفون عنه شيئاً غير جلي، ولم تعرفوا حقيقة صفاته لهو مثل يسوع المسيح وفي يقيني إن كان الله يعطف على الأطفال كما كان المسيح يعطف عليهم ويهتم بالأبرص والمنبوذ والأعمى والمشلول كما كان يسوع يهتم بهم وإن كان قلبه يشبه ذلك القلب الذي انكسر على صليب الجلجثة، فإني لن أحجم عن أن أقدم له قلبي بلا تحفظ».
ج - كلمة ترشيح: لا تنطبق على الروح القدس لأن الروح القدس هو الله وإليك النصوص التي تثبت ذلك:
قال الرب يسوع في حواره مع المرأة السامرية: «وَلٰكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ ٱلآنَ، حِينَ ٱلسَّاجِدُونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِٱلرُّوحِ وَٱلْحَقِّ، لأَنَّ ٱلآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هٰؤُلاَءِ ٱلسَّاجِدِينَ لَهُ. اَللّٰهُ رُوحٌ. وَٱلَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَٱلْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا» (يوحنا ٤: ٢٣ - ٢٤).
وقال الرسول بطرس لحنانيا الغاش: «يَا حَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ ٱلشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ ٱلْحَقْلِ؟ أَلَيْسَ وَهُوَ بَاقٍ كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ، أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟ فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هٰذَا ٱلأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى ٱلنَّاسِ بَلْ عَلَى ٱللّٰهِ» (أعمال ٥: ٣ - ٤).
لعل اعتراضك مبني على تعاليم الإسلام، القائلة بأن الروح القدس هو الملاك جبرائيل، الأمر الذي لا تقره المسيحية لأن جبرائيل ملاك مخلوق، بينما الروح القدس إله خالق، بدليل قول الكتاب المقدس:
«رُوحُ ٱللّٰهِ صَنَعَنِي وَنَسَمَةُ ٱلْقَدِيرِ أَحْيَتْنِي» (أيوب ٣٣: ٤).
«تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ. وَتُجَدِّدُ وَجْهَ ٱلأَرْضِ» (مزمور ١٠٤: ٣٠).
ومن ألقاب الروح القدس الواردة في الكتاب المقدس روح الرب - روح المسيح - روح الله القدوس - الروح القدس - روح الحق - روح القداسة وكلها تدل على أنه الله نفسه.
د - عصمة البابا: نحن رعايا الكنائس الإنجيلية المصلحة، خارج سلطة البابا. لذلك فالأصلح لك أن تطرح سؤالك على أحد أتباعه.
هـ - حق الكنيسة في الحرمان والغفران: ليس في تعليم الإنجيل ما يُسمى بالحرمان، بل هنالك تعليم يقضي بعزل الخاطي عن شركة المؤمنين إلى أن يتوب. فإذا تاب ورجع إلى الله، تعلن الكنيسة قبوله مجدداً في الشركة. وهذا التعليم مبني على الوصايا الرسولية التالية:
«وَأَمَّا ٱلآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُّوٌ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً، أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هٰذَا... فَٱعْزِلُوا ٱلْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ» (كورنثوس الأولى ٥: ١١ - ١٣).
«ثُمَّ نُوصِيكُمْ أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ، بِٱسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ بِلاَ تَرْتِيبٍ، وَلَيْسَ حَسَبَ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلَّذِي أَخَذَهُ مِنَّا» (٢ تسالونيكي ٣: ٦).
أما تعليم الغفران فمبني على وصايا الرب يسوع نفسه، إذ قال:
«اِحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ، وَإِنْ تَابَ فَٱغْفِرْ لَهُ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي ٱلْيَوْمِ وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي ٱلْيَوْمِ قَائِلاً: أَنَا تَائِبٌ فَٱغْفِرْ لَهُ» (لوقا ١٧: ٣ - ٤).
«وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَٱذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ، فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ ٱثْنَيْنِ، لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ ٱلْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَٱلْوَثَنِيِّ وَٱلْعَشَّارِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى ٱلأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي ٱلسَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى ٱلأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي ٱلسَّمَاءِ» (متّى ١٨: ١٥ - ١٨).
وقال الرسول يعقوب معقباً على هذا التعليم: «أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ ٱلْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئاً عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ يُخَلِّصُ نَفْساً مِنَ ٱلْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ ٱلْخَطَايَا» (يعقوب ٥: ١٩ - ٢٠).
و - وإذا كان لها الحق في ذلك أفلا يكون لها حق عزل من ألهتهم وترشيح آلهة أخرى؟
هذا القسم من السؤال يحمل معنى الاستهزاء، ونحن لا نتعامل مع المستهزئين وفقاً للتعليم النبوي القائل: «طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ ٱلأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ ٱلْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ ٱلْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ» (مزمور ١: ١).
مرقس الإنجيلي: هذا التلميذ افتتح إنجيله بالقول «بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱبْنِ ٱللّٰهِ» (مرقس ١: ١). وختمه بالقول: «ثُمَّ إِنَّ ٱلرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ٱرْتَفَعَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱللّٰهِ. وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَٱلرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ ٱلْكَلاَمَ بِٱلآيَاتِ ٱلتَّابِعَةِ» (مرقس ١٦: ١٩ - ٢٠).
يوحنا الإنجيلي: افتتح هذا البشير إنجيله بالقول: «فِي ٱلْبَدْءِ كَانَ ٱلْكَلِمَةُ، وَٱلْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ ٱللّٰهِ، وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ ٱللّٰهَ. هٰذَا كَانَ فِي ٱلْبَدْءِ عِنْدَ ٱللّٰهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ» (يوحنا ١: ١ - ٣).
ولقد وردت «الكلمة» في اليونانية - التي هي لغة الإنجيل الأصلية - بلفظة «لوغوس» ومعناها النظام الذي يسود الكون، أو الوسيط بين الله والكون. والذي به خلق الله الكون.
لذلك ألهم يوحنا أن يبين لليهود واليونانيين معنى الكلمة، فقال: في البدء كان الكلمة كلمة البدء هنا تعني الأزل أي أن وجود الكلمة، كان سابقاً لكل وجود.
ولكي يقضي على فكرة القائلين بأن الله لا يمكن أن يتصل بالمادة، قال: «وَٱلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ ٱلآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً» (يوحنا ١: ١٤).
بطرس الرسول: قال هذا الرسول في شهادته أمام جمهور اليهود: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱسْمَعُوا هٰذِهِ ٱلأَقْوَالَ: يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ بِقُّوَاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا ٱللّٰهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. هٰذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ ٱلسَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ ٱللّٰهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ ٱلْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ... فَلْيَعْلَمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ ٱللّٰهَ جَعَلَ يَسُوعَ هٰذَا، ٱلَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبّاً وَمَسِيحاً» (أعمال ٢: ٢٢ - ٣٦).
بولس الرسول: قال هذا الرسول بإلهام الروح القدس: «لٰكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ ٱلْكَامِلِينَ، وَلٰكِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هٰذَا ٱلدَّهْرِ، وَلاَ مِنْ عُظَمَاءِ هٰذَا ٱلدَّهْرِ، ٱلَّذِينَ يُبْطَلُونَ. بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ ٱللّٰهِ فِي سِرٍّ: ٱلْحِكْمَةِ ٱلْمَكْتُومَةِ، ٱلَّتِي سَبَقَ ٱللّٰهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ ٱلدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، ٱلَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هٰذَا ٱلدَّهْرِ - لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ ٱلْمَجْدِ» (١كورنثوس ٢: ٦ - ٨).
فيسوع صار في صورة إنسان حين تجسد، وفي الوقت نفسه كان إلهاً لم يعرفه أبناء هذا الدهر. ولو أنهم عرفوا أنه رب المجد لامتنعوا عن صلبه.
وقال في مكان آخر: «لٰكِنْ لَنَا إِلٰهٌ وَاحِدٌ: ٱلآبُ ٱلَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ ٱلأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، ٱلَّذِي بِهِ جَمِيعُ ٱلأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ» (١ كورنثوس ٨: ٦).
وقال في رسالته إلى أهل كولوسي: «شَاكِرِينَ ٱلآبَ ٱلَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ ٱلْقِدِّيسِينَ فِي ٱلنُّورِ، ٱلَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ ٱلظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ٱبْنِ مَحَبَّتِهِ، ٱلَّذِي لَنَا فِيهِ ٱلْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ ٱلْخَطَايَا، ٱلَّذِي هُوَ صُورَةُ ٱللّٰهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ... فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ ٱلْكُلُّ: مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى ٱلأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. ٱلْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ ٱلْكُلُّ» (كولوسي ١: ١٢ - ١٧).
وقال أيضاً: «اُنْظُرُوا أَنْ لاَ يَكُونَ أَحَدٌ يَسْبِيكُمْ بِٱلْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِلٍ، حَسَبَ تَقْلِيدِ ٱلنَّاسِ، حَسَبَ أَرْكَانِ ٱلْعَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ ٱلْمَسِيحِ. فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ ٱللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً. وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ فِيهِ، ٱلَّذِي هُوَ رَأْسُ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ» (كولوسي ٢: ٨ - ١٠).
قال رجل الله ستانلي جونس: إني أعرف أن لا شيء أسمى وأجدر بالله وبالإنسان من مشابهة يسوع المسيح لأني أعتقد إن كان الله مثل المسيح فهو إله صالح، يمكن الاتكال عليه والثقة فيه، لأن شكوك العالم ليست عن المسيح، بل هي عن الله لأن الناس حين يرون الزلازل تبيد الأبرار والأثمة على السواء. وحين يرون الأطفال يقاسون ألوان العذاب من أمراض مختلفة يتحيرون ويتساءلون أيوجد إله صالح في هذا الكون؟ ولكن الفكر المضعضع المرتاب يلتفت إلى يسوع المسيح بطمأنينة ويقول: إن كان الله مثل هذا فهو إله حق. ونحن كمسيحيين نقول أن الله كذلك فهو كالمسيح في سجيته ونعتقد أن الله هو يسوع المسيح في كل مكان وأن يسوع المسيح هو الله معنا. إنه حياة البشرية.
ولو اجتمع أكبر أصحاب العقول والنفوس بين الناس وشحذوا قرائحهم ليتوصلوا إلى معرفة صفات الإله الذي يودون أن تكون له سيادة الكون، لوجدوا أن صفاته الأدبية والروحية تتخذ صورة شبيهة بصورة يسوع، ومما لا ريب فيه إن أعظم بشارة أعلنت للجنس البشري، هو القول الموحى به من الله: «عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ ٱلتَّقْوَى: ٱللّٰهُ ظَهَرَ فِي ٱلْجَسَدِ» (١ تيموثاوس ٣: ١٦) وإن أعظم ما نستطيع إذاعته على العالم غير المسيحي، هو أن الله الذي تعرفون عنه شيئاً غير جلي، ولم تعرفوا حقيقة صفاته لهو مثل يسوع المسيح وفي يقيني إن كان الله يعطف على الأطفال كما كان المسيح يعطف عليهم ويهتم بالأبرص والمنبوذ والأعمى والمشلول كما كان يسوع يهتم بهم وإن كان قلبه يشبه ذلك القلب الذي انكسر على صليب الجلجثة، فإني لن أحجم عن أن أقدم له قلبي بلا تحفظ».
ج - كلمة ترشيح: لا تنطبق على الروح القدس لأن الروح القدس هو الله وإليك النصوص التي تثبت ذلك:
قال الرب يسوع في حواره مع المرأة السامرية: «وَلٰكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ ٱلآنَ، حِينَ ٱلسَّاجِدُونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِٱلرُّوحِ وَٱلْحَقِّ، لأَنَّ ٱلآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هٰؤُلاَءِ ٱلسَّاجِدِينَ لَهُ. اَللّٰهُ رُوحٌ. وَٱلَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَٱلْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا» (يوحنا ٤: ٢٣ - ٢٤).
وقال الرسول بطرس لحنانيا الغاش: «يَا حَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ ٱلشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ ٱلْحَقْلِ؟ أَلَيْسَ وَهُوَ بَاقٍ كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ، أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟ فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هٰذَا ٱلأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى ٱلنَّاسِ بَلْ عَلَى ٱللّٰهِ» (أعمال ٥: ٣ - ٤).
لعل اعتراضك مبني على تعاليم الإسلام، القائلة بأن الروح القدس هو الملاك جبرائيل، الأمر الذي لا تقره المسيحية لأن جبرائيل ملاك مخلوق، بينما الروح القدس إله خالق، بدليل قول الكتاب المقدس:
«رُوحُ ٱللّٰهِ صَنَعَنِي وَنَسَمَةُ ٱلْقَدِيرِ أَحْيَتْنِي» (أيوب ٣٣: ٤).
«تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ. وَتُجَدِّدُ وَجْهَ ٱلأَرْضِ» (مزمور ١٠٤: ٣٠).
ومن ألقاب الروح القدس الواردة في الكتاب المقدس روح الرب - روح المسيح - روح الله القدوس - الروح القدس - روح الحق - روح القداسة وكلها تدل على أنه الله نفسه.
د - عصمة البابا: نحن رعايا الكنائس الإنجيلية المصلحة، خارج سلطة البابا. لذلك فالأصلح لك أن تطرح سؤالك على أحد أتباعه.
هـ - حق الكنيسة في الحرمان والغفران: ليس في تعليم الإنجيل ما يُسمى بالحرمان، بل هنالك تعليم يقضي بعزل الخاطي عن شركة المؤمنين إلى أن يتوب. فإذا تاب ورجع إلى الله، تعلن الكنيسة قبوله مجدداً في الشركة. وهذا التعليم مبني على الوصايا الرسولية التالية:
«وَأَمَّا ٱلآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُّوٌ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً، أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هٰذَا... فَٱعْزِلُوا ٱلْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ» (كورنثوس الأولى ٥: ١١ - ١٣).
«ثُمَّ نُوصِيكُمْ أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ، بِٱسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ بِلاَ تَرْتِيبٍ، وَلَيْسَ حَسَبَ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلَّذِي أَخَذَهُ مِنَّا» (٢ تسالونيكي ٣: ٦).
أما تعليم الغفران فمبني على وصايا الرب يسوع نفسه، إذ قال:
«اِحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ، وَإِنْ تَابَ فَٱغْفِرْ لَهُ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي ٱلْيَوْمِ وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي ٱلْيَوْمِ قَائِلاً: أَنَا تَائِبٌ فَٱغْفِرْ لَهُ» (لوقا ١٧: ٣ - ٤).
«وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَٱذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ، فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ ٱثْنَيْنِ، لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ ٱلْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَٱلْوَثَنِيِّ وَٱلْعَشَّارِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى ٱلأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي ٱلسَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى ٱلأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي ٱلسَّمَاءِ» (متّى ١٨: ١٥ - ١٨).
وقال الرسول يعقوب معقباً على هذا التعليم: «أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ ٱلْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئاً عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ يُخَلِّصُ نَفْساً مِنَ ٱلْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ ٱلْخَطَايَا» (يعقوب ٥: ١٩ - ٢٠).
و - وإذا كان لها الحق في ذلك أفلا يكون لها حق عزل من ألهتهم وترشيح آلهة أخرى؟
هذا القسم من السؤال يحمل معنى الاستهزاء، ونحن لا نتعامل مع المستهزئين وفقاً للتعليم النبوي القائل: «طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ ٱلأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ ٱلْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ ٱلْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ» (مزمور ١: ١).
ليست هناك تعليقات: