قصة البحث عن الحق - 4
الفصل الرابع: كيف أولد من جديد، ولماذا؟
ولادة
شخص في عائلة مسيحية لا يعني أنه مسيحي، ذلك أن المسيحي الحقيقي هو الذي
يولد ثانية ولادة جديدة بعمل الروح القدس، وهذا يعني ابتعاداً يومياً
منتظماً عن الأفكار والأعمال الشريرة، والاتجاه إلى الله وكلمته للتغذية
الروحية. وكما يجدد الإنسان قواه الجسدية، ويغذي جسده، هكذا يفعل المسيحي
الحقيقي بروحه. وكطفل مولود حديثاً من الله كنت أجوع إلى كلمة الرب
وإرشاده.
«فَٱطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَٱلرِّيَاءَ وَٱلْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ، وَكَأَطْفَالٍ مَوْلُودِينَ ٱلآنَ ٱشْتَهُوا ٱللَّبَنَ ٱلْعَقْلِيَّ ٱلْعَدِيمَ ٱلْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ ٱلرَّبَّ صَالِحٌ» (١بطرس ٢: ١ - ٣).
ويجد كل مولود من الله قوة في شركته مع المؤمنين الناضجين. ولكني حُرمت من هذه البركة لأنه لم يكن هناك مؤمنون ناضجون يعيشون بالقرب مني. ولكن الله استخدم زوجتي المحبوبة لتقف إلى جواري وتشجعني خلال الأيام العاصفة التي جاءت بعد تجديدي للمسيح.
وعلى كل مؤمن حقيقي أن يُراجع معنى اختباره الجديد. هل هو اختبار حقيقي؟ هل دوافعه روحية نقية تجعل صاحبه يمتنع عن الشهوات الجسدية والإحساس بالصلاح الذاتي؟ من أي شيء تخلَّص الإنسان؟ ولأيّ هدف يتجه؟ كيف يخدم الله والآخرين خدمة أفضل؟ كيف تكون علاقته مع عائلته وأصدقائه رقيقة مُحبة حتى لو وقفوا ضده؟ هل تعكس حياته الحاضرة التغيير للأصلح الذي يقول إنه اختبره؟ ولقد ساعدتني الآيات الكتابية التالية في هذا الموقف:
«فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ ٱفْعَلُوا هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ، لأَنَّ هٰذَا هُوَ ٱلنَّامُوسُ وَٱلأَنْبِيَاءُ» (متّى ٧: ١٢).
«أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ ٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ» (لوقا ٦: ٣٨).
«فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هٰكَذَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ ٱلْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ» (متّى ٥: ١٦).
«فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ» (متى ٥: ٤٨).
ولقد ساعدتني هذه الآيات الكتابية ومثيلاتها على أن أدرك موقفي في حياتي الجديدة، ومنحتني الهداية في الاتجاه السليم. ولكن الآية الأخيرة التي اقتبستها تقول: «فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ» - فكيف يفهم تلميذ المسيح هذه الآية، وكيف يطبقها على حياته؟ ولقد وجدت الفجوة الكبيرة بين الحياة الواقعية وما يطلبه المسيح منا - وهو يعرف ضعفاتنا. وكنتُ أعلم أن المسيح يعرف ضعفاتي الشخصية أفضل مما أعرفها أنا، ومع ذلك فكيف يطالبنا بهذه المثُل العليا؟
ويستغرق الإنسان وقتاً حتى يكتشف أن التأمل والصلاة يجعلان مثل هذه المثُل العليا منعشة ومدمرة معاً! تدمر، بسبب ضعفنا الإنساني، وتنعش بسبب الثقة التي يضعها المسيح في تلاميذه. إنه لا يضع أمامهم هدفاً منخفضاً، لكنه يتوقع منهم مواقف مرتفعة عالية في الخدمة والسلوك، تماماً كما عاش هو! كما أنه دوماً يقف إلى جوار تلاميذه، يشجعهم ويوجههم نحو الهدف المرتفع، ويدفعهم ويلهمهم. فإذا تعثروا وسقطوا، فإنه يمدّ يده إليهم ليرفعهم إلى أعلى، كما قال نبي الله داود عن المؤمن: «إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ لأَنَّ ٱلرَّبَّ مُسْنِدٌ يَدَهُ» (مزمور ٣٧: ٢٤). ومكتوب عن المسيح في الإنجيل: «لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ ٱلْمُجَرَّبِينَ» (عبرانيين ٢: ١٨).
ويعرف كل من يقرأ كلمة الله أن المسيح قضى وقته يخدم الناس، فشفى المرضى، ثم ترك لتلاميذه مسئولية الشفاء أيضاً. ونسبة المسيحيين العاملين في ميدان الطب والتمريض في الهند هي من أعلى النسب. ويبدو أن تلاميذ المسيح نفذوا ما كلّفهم المسيح به، ولذلك فقد أحسست أن مواهبي الطبية عطية لي من الله، فكل ما عندي عطية من ربي «وَأَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ؟!» (١كورنثوس ٤: ٧). صحيح أني عندما بدأت دراستي الطبية كانت دوافعي إنسانية بحتة. وهذا ما تعلمته في المدرسة، وما توقّعه الناس مني، وهو هدف عظيم في ذاته. ولكن ماذا عن الدوافع الأخرى النابعة من الاهتمامات الشخصية، مثل تكوين الثروة، والمركز الاجتماعي والسلطان السياسي؟
لقد ساعدتني بعض الآيات من الإنجيل المقدس لأفهم معنى التلمذة للمسيح، ولأحيا تلميذاً له. لأنه «مَنْ دُعِيَ فِي ٱلرَّبِّ وَهُوَ عَبْدٌ فَهُوَ عَتِيقُ ٱلرَّبِّ. كَذٰلِكَ أَيْضاً ٱلْحُرُّ ٱلْمَدْعُوُّ هُوَ عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ» (١كورنثوس ٧: ٢٢).
«أَنْتُمْ نُورُ ٱلْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ ٱلْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى ٱلْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هٰكَذَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ ٱلْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ» (متّى ٥: ١٤ - ١٦).
وهذا يعني أن الله لم يخلقني فقط، ولم يهبني موهبة الطب فقط، بل أكثر من ذلك، اشتراني بدم المسيح. فأنا ملكه، كابن له فداني وغفر خطاياي وحررني لأخدم أهدافه، ولأطلب مدح مجد اسمه وليس مدحي أنا. لقد جعلني آلةً في يده، أشير لا لنفسي بل إليه هو كالنبع الوحيد للصلاح، فالسبح كله لاسمه. ألا تزيد خدمة الابن والابنة عن خدمة العبد والخادم؟
ولقد ساعدني الله إذْ أنعم عليَّ بزوجتي التي كانت تعمل في حقل التمريض، فقرر كلانا أن نؤدي خدمة طبية متواضعة للمجتمع الذي نعيش فيه، بالإمكانيات المتاحة لنا، فاستقلْتُ من وظيفتي الحكومية، وأسست مستوصفاً في «داساجون» وهي قرية قريبة من مسقط رأسي.
وبالرغم من الصعوبات، فقد عالجنا الأغنياء والفقراء بغير فرق لمدة أربع سنوات. وكنا كل شهر نزور ابنتنا شيرين الطالبة بالقسم الداخلي في مدرسة «بونا» التي تبعد مئة كيلو متر عن «داساجون». وكانت زيارتنا لبونا تعطينا فرصة العبادة مع إخوتنا المسيحيين في الكنائس الكثيرة الموجودة هناك. وكم نشكر الله من أجل تلك الفرصة. ثم انتقلنا إلى «أورانجاباد» وهكذا استمرت حياتنا حتى ثارت زوبعة عاتية.
«فَٱطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَٱلرِّيَاءَ وَٱلْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ، وَكَأَطْفَالٍ مَوْلُودِينَ ٱلآنَ ٱشْتَهُوا ٱللَّبَنَ ٱلْعَقْلِيَّ ٱلْعَدِيمَ ٱلْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ ٱلرَّبَّ صَالِحٌ» (١بطرس ٢: ١ - ٣).
ويجد كل مولود من الله قوة في شركته مع المؤمنين الناضجين. ولكني حُرمت من هذه البركة لأنه لم يكن هناك مؤمنون ناضجون يعيشون بالقرب مني. ولكن الله استخدم زوجتي المحبوبة لتقف إلى جواري وتشجعني خلال الأيام العاصفة التي جاءت بعد تجديدي للمسيح.
وعلى كل مؤمن حقيقي أن يُراجع معنى اختباره الجديد. هل هو اختبار حقيقي؟ هل دوافعه روحية نقية تجعل صاحبه يمتنع عن الشهوات الجسدية والإحساس بالصلاح الذاتي؟ من أي شيء تخلَّص الإنسان؟ ولأيّ هدف يتجه؟ كيف يخدم الله والآخرين خدمة أفضل؟ كيف تكون علاقته مع عائلته وأصدقائه رقيقة مُحبة حتى لو وقفوا ضده؟ هل تعكس حياته الحاضرة التغيير للأصلح الذي يقول إنه اختبره؟ ولقد ساعدتني الآيات الكتابية التالية في هذا الموقف:
«فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ ٱفْعَلُوا هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ، لأَنَّ هٰذَا هُوَ ٱلنَّامُوسُ وَٱلأَنْبِيَاءُ» (متّى ٧: ١٢).
«أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ ٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ» (لوقا ٦: ٣٨).
«فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هٰكَذَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ ٱلْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ» (متّى ٥: ١٦).
«فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ» (متى ٥: ٤٨).
ولقد ساعدتني هذه الآيات الكتابية ومثيلاتها على أن أدرك موقفي في حياتي الجديدة، ومنحتني الهداية في الاتجاه السليم. ولكن الآية الأخيرة التي اقتبستها تقول: «فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ» - فكيف يفهم تلميذ المسيح هذه الآية، وكيف يطبقها على حياته؟ ولقد وجدت الفجوة الكبيرة بين الحياة الواقعية وما يطلبه المسيح منا - وهو يعرف ضعفاتنا. وكنتُ أعلم أن المسيح يعرف ضعفاتي الشخصية أفضل مما أعرفها أنا، ومع ذلك فكيف يطالبنا بهذه المثُل العليا؟
ويستغرق الإنسان وقتاً حتى يكتشف أن التأمل والصلاة يجعلان مثل هذه المثُل العليا منعشة ومدمرة معاً! تدمر، بسبب ضعفنا الإنساني، وتنعش بسبب الثقة التي يضعها المسيح في تلاميذه. إنه لا يضع أمامهم هدفاً منخفضاً، لكنه يتوقع منهم مواقف مرتفعة عالية في الخدمة والسلوك، تماماً كما عاش هو! كما أنه دوماً يقف إلى جوار تلاميذه، يشجعهم ويوجههم نحو الهدف المرتفع، ويدفعهم ويلهمهم. فإذا تعثروا وسقطوا، فإنه يمدّ يده إليهم ليرفعهم إلى أعلى، كما قال نبي الله داود عن المؤمن: «إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ لأَنَّ ٱلرَّبَّ مُسْنِدٌ يَدَهُ» (مزمور ٣٧: ٢٤). ومكتوب عن المسيح في الإنجيل: «لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ ٱلْمُجَرَّبِينَ» (عبرانيين ٢: ١٨).
ويعرف كل من يقرأ كلمة الله أن المسيح قضى وقته يخدم الناس، فشفى المرضى، ثم ترك لتلاميذه مسئولية الشفاء أيضاً. ونسبة المسيحيين العاملين في ميدان الطب والتمريض في الهند هي من أعلى النسب. ويبدو أن تلاميذ المسيح نفذوا ما كلّفهم المسيح به، ولذلك فقد أحسست أن مواهبي الطبية عطية لي من الله، فكل ما عندي عطية من ربي «وَأَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ؟!» (١كورنثوس ٤: ٧). صحيح أني عندما بدأت دراستي الطبية كانت دوافعي إنسانية بحتة. وهذا ما تعلمته في المدرسة، وما توقّعه الناس مني، وهو هدف عظيم في ذاته. ولكن ماذا عن الدوافع الأخرى النابعة من الاهتمامات الشخصية، مثل تكوين الثروة، والمركز الاجتماعي والسلطان السياسي؟
لقد ساعدتني بعض الآيات من الإنجيل المقدس لأفهم معنى التلمذة للمسيح، ولأحيا تلميذاً له. لأنه «مَنْ دُعِيَ فِي ٱلرَّبِّ وَهُوَ عَبْدٌ فَهُوَ عَتِيقُ ٱلرَّبِّ. كَذٰلِكَ أَيْضاً ٱلْحُرُّ ٱلْمَدْعُوُّ هُوَ عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ» (١كورنثوس ٧: ٢٢).
«أَنْتُمْ نُورُ ٱلْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ ٱلْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى ٱلْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هٰكَذَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ ٱلْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ» (متّى ٥: ١٤ - ١٦).
وهذا يعني أن الله لم يخلقني فقط، ولم يهبني موهبة الطب فقط، بل أكثر من ذلك، اشتراني بدم المسيح. فأنا ملكه، كابن له فداني وغفر خطاياي وحررني لأخدم أهدافه، ولأطلب مدح مجد اسمه وليس مدحي أنا. لقد جعلني آلةً في يده، أشير لا لنفسي بل إليه هو كالنبع الوحيد للصلاح، فالسبح كله لاسمه. ألا تزيد خدمة الابن والابنة عن خدمة العبد والخادم؟
ولقد ساعدني الله إذْ أنعم عليَّ بزوجتي التي كانت تعمل في حقل التمريض، فقرر كلانا أن نؤدي خدمة طبية متواضعة للمجتمع الذي نعيش فيه، بالإمكانيات المتاحة لنا، فاستقلْتُ من وظيفتي الحكومية، وأسست مستوصفاً في «داساجون» وهي قرية قريبة من مسقط رأسي.
وبالرغم من الصعوبات، فقد عالجنا الأغنياء والفقراء بغير فرق لمدة أربع سنوات. وكنا كل شهر نزور ابنتنا شيرين الطالبة بالقسم الداخلي في مدرسة «بونا» التي تبعد مئة كيلو متر عن «داساجون». وكانت زيارتنا لبونا تعطينا فرصة العبادة مع إخوتنا المسيحيين في الكنائس الكثيرة الموجودة هناك. وكم نشكر الله من أجل تلك الفرصة. ثم انتقلنا إلى «أورانجاباد» وهكذا استمرت حياتنا حتى ثارت زوبعة عاتية.
لم يقل الكتاب المقدس أبداً إن المسيحي سيحيا حياة سهلة
«فَأَيُّ ٱبْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟»
(عبرانيين ١٢: ٧). ولكن الله يعطي أولاده القوة التي تمكنهم من مواجهة
الصعوبات. ولقد أدرك عقلي هذه الفكرة، ولكني لم أختبر ذلك شخصياً إلا في
ديسمبر ١٩٧٩ عندما أصابني سرطان الغدد. ولقد كنت أعرف الإشارات القرآنية
إلى نبي الله أيوب. وقرأت قصته مطوَّلة عن آلامه ومحنه التي احتملها بصبر،
كما رواها الكتاب المقدس. أما بعد مرضي فقد استطعت أن أحسّ بما أحسَّ به
أيوب، لأن السرطان وعلاجه أصابا جسدي بآلام مبرحة. وعرفت كما عرف أيوب من
قبلي أن حكمة الله أعظم من حكمتي. وتأكدت أن الله يعتني بي في ضعفي، لأن
قوة القيامة أعقبت آلام الصليب. وعندما اختبرت بركة قوة نعمة الله وسط
الضعف الجسدي البشري، أدركت سر الإيمان المسيحي الذي خلَّصني من الاعتماد
على نفسي، أو الحديث عن قَدَري وحظي، لأن أدركتُ أن الله مصدر كل خير، وأن
هذا السرطان الذي أصابني هو للخير. لا بد أن عضلات الإنسان تتعب وهو يجري
في سباق، ولا بد أن أوتار الكمان تتوتَّر لتُخرج الموسيقى - هكذا توتَّر
جسدي وتعب ليعلن اعتماده الكامل على الله.
لقد علَّمنا المسيح أن الإيمان الواثق في أبوَّة الله يمكن أن ينقل الجبال ويعمل المعجزات. وبعد ثمانية عشر شهراً من علاج السرطان أُصبت بنكسة، فقد تقيَّحت قدمي، وقرر الأطباء ضرورة بترها. ولكن الله أجرى معجزة شفاء استجابة للصلاة. واليوم (بنعمته) أقف على قدميَّ الاثنتين. كما أني لا آخذ أي علاج من فبراير ١٩٨٢. واستأنفت عملي الطبي في خدمة أهل «أورانجاباد» الذين كانوا قد اعتبروني في عِداد الموتى، ولكن كثيرين منهم صلّوا لأجلي وطلبوا شفائي. فاختبرت شيئاً من الآلام التي يقول الإنجيل المقدس عنها: «اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ ٱمْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً. وَأَمَّا ٱلصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ» (يعقوب ١: ٢ - ٤).
فهل يمكن أن أجرؤ على القول إن الله أجرى قيامة ثانية لي؟ أشكر الله مع أسرتي وأصدقائي، فقد جدَّدْتُ عهدي مع الله في تكريس حياتي له.
لقد علَّمنا المسيح أن الإيمان الواثق في أبوَّة الله يمكن أن ينقل الجبال ويعمل المعجزات. وبعد ثمانية عشر شهراً من علاج السرطان أُصبت بنكسة، فقد تقيَّحت قدمي، وقرر الأطباء ضرورة بترها. ولكن الله أجرى معجزة شفاء استجابة للصلاة. واليوم (بنعمته) أقف على قدميَّ الاثنتين. كما أني لا آخذ أي علاج من فبراير ١٩٨٢. واستأنفت عملي الطبي في خدمة أهل «أورانجاباد» الذين كانوا قد اعتبروني في عِداد الموتى، ولكن كثيرين منهم صلّوا لأجلي وطلبوا شفائي. فاختبرت شيئاً من الآلام التي يقول الإنجيل المقدس عنها: «اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ ٱمْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً. وَأَمَّا ٱلصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ» (يعقوب ١: ٢ - ٤).
فهل يمكن أن أجرؤ على القول إن الله أجرى قيامة ثانية لي؟ أشكر الله مع أسرتي وأصدقائي، فقد جدَّدْتُ عهدي مع الله في تكريس حياتي له.
أصبحت
مشاعري نحو المرضى أرقّ وأفضل، لأني جزت هذا المرض القاسي. واعتبرت آلامي
الجسدية بركة من عند الرب لأستطيع أن أحس مع مرضاي بآلامهم. والآن صرت
قادراً على تشخيص مرضاي وليس فقط تشخيص أمراضهم. لقد أردت أن يعرفوا أن
الله يحبهم ويعتني بهم، وأنه مصدر كل شفاء، وما الأطباء والدواء إلا هدية
بسيطة من عنده. وأنه يجب على الأطباء والمرضى معاً أن يقولوا:
«شكراً لك يا إلهنا الحبيب».
ونحن نصلي مع مرضانا ونعطيهم أجزاء من الكتاب المقدس ليقرأوها، فيجدون
أملاً جديداً وهدفاً وسلاماً من الله لحياتهم. وكثيراً ما كان مرضهم سبباً
في معرفتهم أن الله ليس فقط رب حياتهم وديَّانها، لكنه أيضاً أبوهم المحب.
وهكذا صار مرضهم بركة لهم. وكم نتمنى أنهم يذوقون حلاوة محبة الله وغفرانه
لتتحرّر قلوبهم من سموم الغضب والجشع والحسد والكراهية والانتقام، التي
كثيراً ما تعطل عملية شفائهم الجسدي.
«وَإِنْ كَانَ رُوحُ ٱلَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ، فَٱلَّذِي أَقَامَ ٱلْمَسِيحَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ ٱلْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ ٱلسَّاكِنِ فِيكُمْ» (رومية ٨: ١١).
«ولكن كَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟» يبلغهم بالرسالة (رومية ١٠: ١٤).
صحيح أن كثيرين من أقربائي تضايقوا من تحوّلي للمسيحية، ووقفوا ضدي وضد عائلتي. ولكن بنسيان قليلٍ من الاضطهاد الذي وقع علينا منهم ومن بعض أهل أورانجاباد، إلا أننا لم نشعر بكراهية للمجتمع الذي يحيط بنا. ونحن كأسرة نجتمع بانتظام. وعندما يزورنا أفراد أسرتنا نقرأ الكتاب المقدس ونصلي معاً، وأحياناً يطلبون منا أن نفعل ذلك. ونحن نشكر الله لعنايته، ومن أجل ارتباطاتنا العائلية.
«فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل» أمر يمكن أن يطبقه كل مؤمن بالمسيح، إذ يتقدم نحو الهدف الذي وضعه الله لحياته، ناظراً لرئيس الإيمان ومكمّله الرب يسوع المسيح. ويمكن أن نكرر مع رسول المسيحية بولس، ولو بصوت منخفض قوله:
«لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً، وَلٰكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ ٱلَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضاً ٱلْمَسِيحُ يَسُوعُ. أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلٰكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئاً وَاحِداً: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ. أَسْعَى نَحْوَ ٱلْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ ٱللّٰهِ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ» (فيلبي ٣: ١٢ - ١٤).
ولكن كم يطول الطريق؟ وكم تكون الرحلة شاقة؟ وكم هي تكلفة الاحتمال؟ الله وحده يعلم. لكننا نتذكر أن المسيح «مِنْ أَجْلِ ٱلسُّرُورِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ ٱحْتَمَلَ ٱلصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِٱلْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ ٱللّٰهِ» (عبرانيين ١٢: ٢). احتمله ليخلّصني ويخلّصك أنت أيضاً.
«وَإِنْ كَانَ رُوحُ ٱلَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ، فَٱلَّذِي أَقَامَ ٱلْمَسِيحَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ ٱلْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ ٱلسَّاكِنِ فِيكُمْ» (رومية ٨: ١١).
«ولكن كَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟» يبلغهم بالرسالة (رومية ١٠: ١٤).
صحيح أن كثيرين من أقربائي تضايقوا من تحوّلي للمسيحية، ووقفوا ضدي وضد عائلتي. ولكن بنسيان قليلٍ من الاضطهاد الذي وقع علينا منهم ومن بعض أهل أورانجاباد، إلا أننا لم نشعر بكراهية للمجتمع الذي يحيط بنا. ونحن كأسرة نجتمع بانتظام. وعندما يزورنا أفراد أسرتنا نقرأ الكتاب المقدس ونصلي معاً، وأحياناً يطلبون منا أن نفعل ذلك. ونحن نشكر الله لعنايته، ومن أجل ارتباطاتنا العائلية.
«فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل» أمر يمكن أن يطبقه كل مؤمن بالمسيح، إذ يتقدم نحو الهدف الذي وضعه الله لحياته، ناظراً لرئيس الإيمان ومكمّله الرب يسوع المسيح. ويمكن أن نكرر مع رسول المسيحية بولس، ولو بصوت منخفض قوله:
«لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً، وَلٰكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ ٱلَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضاً ٱلْمَسِيحُ يَسُوعُ. أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلٰكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئاً وَاحِداً: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ. أَسْعَى نَحْوَ ٱلْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ ٱللّٰهِ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ» (فيلبي ٣: ١٢ - ١٤).
ولكن كم يطول الطريق؟ وكم تكون الرحلة شاقة؟ وكم هي تكلفة الاحتمال؟ الله وحده يعلم. لكننا نتذكر أن المسيح «مِنْ أَجْلِ ٱلسُّرُورِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ ٱحْتَمَلَ ٱلصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِٱلْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ ٱللّٰهِ» (عبرانيين ١٢: ٢). احتمله ليخلّصني ويخلّصك أنت أيضاً.
ليست هناك تعليقات: