التلاميذ يتساءلون
ذات مرة كان المسيح مع
تلاميذه في سفينة، وذهب إلى مؤخر السفينة ونام على وسادة، وحدث نوء ريح
عظيم فكانت الأمواج تضرب إلى السفينة حتى صارت تمتلئ... وهنا أسرع التلاميذ
إليه وقد ملأهم الخوف والفزع وأيقظوه قائلين:
«يَا مُعَلِّمُ، أَمَا
يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟ فَقَامَ وَٱنْتَهَرَ ٱلرِّيحَ، وَقَالَ
لِلْبَحْرِ: ٱسْكُتْ. اِبْكَمْ. فَسَكَنَتِ ٱلرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ
عَظِيمٌ. وَقَالَ لَهُمْ: مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هٰكَذَا؟ كَيْفَ لاَ
إِيمَانَ لَكُمْ؟ فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً، وَقَالُوا بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ: مَنْ هُوَ هٰذَا؟ فَإِنَّ ٱلرِّيحَ أَيْضاً وَٱلْبَحْرَ
يُطِيعَانِهِ!» (مرقس ٤: ٣٨ - ٤١).
تظهر
على صفحات الأناجيل حقيقة جديرة بالانتباه هي أن المسيح كان يدفع المحيطين
به للتفكير الجاد في حقيقة شخصه، وأنه بدلاً من أن يكشف لهم النقاب عن
شخصيته بكلمات مباشرة تنساب من بين شفتيه، كان يسألهم عن اعتقادهم فيه
ليدفعهم لاكتشاف حقيقته بأنفسهم، والاعتراف بما آمنوا به بخصوصه بشفاههم،
بعد أن يلاحظوا بدقة قدسية حياته، وصلاح تصرفاته، وانطباق نبوات العهد
القديم على شخصيته، وبعد أن يتفكروا بتأمل عميق في كلماته وخارق معجزاته.
ذات مرة جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس وهناك «سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: مَنْ يَقُولُ ٱلنَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ؟ فَقَالُوا: قَوْمٌ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ ٱلأَنْبِيَاءِ. قَالَ لَهُمْ: وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: أَنْتَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لٰكِنَّ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ. وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هٰذِهِ ٱلصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ ٱلْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا» (مت ١٦: ١٣ - ١٨).
ونرى في هذه الكلمات أولاً أن بطرس قد اعترف ليسوع «ابن الإنسان» - و «يسوع» هو الاسم الإنساني للمسيح - بأنه وهو «ابن الإنسان» في تجسده هو أيضاً «المسيح ابن الله الحي» في حقيقة شخصه، وكلمة «المسيح» تعني الممسوح أو المقام من الله بالمسحة، وكأن بطرس يعلن صراحة بأن «يسوع ابن الإنسان» هو في ذات الوقت «المسيح ابن الله الحي» الذي تنبأ عنه المزمور الثاني بالكلمات: «لِمَاذَا ٱرْتَجَّتِ ٱلأُمَمُ وَتَفَكَّرَ ٱلشُّعُوبُ فِي ٱلْبَاطِلِ؟ قَامَ مُلُوكُ ٱلأَرْضِ وَتَآمَرَ ٱلرُّؤَسَاءُ مَعاً عَلَى ٱلرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ، قَائِلِينَ: لِنَقْطَعْ قُيُودَهُمَا، وَلْنَطْرَحْ عَنَّا رُبُطَهُمَ» (مز ٢: ١ - ٣) وتنبأ عنه دانيال بالكلمات: «َبَعْدَ ٱثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أُسْبُوعاً يُقْطَعُ ٱلْمَسِيحُ وَلَيْسَ لَهُ» (دا ٩: ٢٦) ونرى في ذات الوقت بأن المسيح لم يكتف بأن يسمع ما يقوله البعيدون عنه بخصوص شخصه، بل سأل تلاميذه المقربين إليه، ليعطيهم فرصة للإفصاح العلني عن ما يعتقدونه فيه، فلما أجابه بطرس قائلاً: «أنت هو المسيح ابن الله الحي» باركه على هذا الإعلان العظيم، وأكد له أن هذا الإعلان لم يأته من مصدر بشري بل من الآب الذي في السموات، وهو بهذا قد صادق على اعتراف بطرس مؤكداً لتلاميذه أنه حقاً ويقيناً «المسيح ابن الله الحي».
وذات مرة اجتمع الفريسيون حوله فسألهم قائلاً: «مَاذَا تَظُنُّونَ فِي ٱلْمَسِيحِ؟ ٱبْنُ مَنْ هُوَ؟ قَالُوا لَهُ: ٱبْنُ دَاوُدَ. قَالَ لَهُمْ: فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِٱلرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً، فَكَيْفَ يَكُونُ ٱبْنَهُ؟ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ» (مت ٢٢: ٤٢ - ٤٦).
ومن هذا النص الصريح نرى أن المسيح سأل الفريسيين عن اعتقادهم فيه، ليدفعهم بالتفكير والبحث في نبوات العهد القديم بأن يعرفوا حقيقة شخصه الكريم. سألهم: كيف يكون المسيح رب داود وابن داود في ذات الوقت؟ ولو فحص الفريسيون العهد القديم بتدقيق، لرأوا أن المسيح هو «رب داود» باعتباره «الله الابن» الذي خلق داود، وأنه «ابن داود» من جهة الجسد كما قرر بولس الرسول ذلك فيما بعد بالكلمات: «بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. ٱلَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ ٱلْجَسَدِ» (رومية ١: ١ و٣).
ذات مرة جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس وهناك «سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: مَنْ يَقُولُ ٱلنَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ؟ فَقَالُوا: قَوْمٌ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ ٱلأَنْبِيَاءِ. قَالَ لَهُمْ: وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: أَنْتَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لٰكِنَّ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ. وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هٰذِهِ ٱلصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ ٱلْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا» (مت ١٦: ١٣ - ١٨).
ونرى في هذه الكلمات أولاً أن بطرس قد اعترف ليسوع «ابن الإنسان» - و «يسوع» هو الاسم الإنساني للمسيح - بأنه وهو «ابن الإنسان» في تجسده هو أيضاً «المسيح ابن الله الحي» في حقيقة شخصه، وكلمة «المسيح» تعني الممسوح أو المقام من الله بالمسحة، وكأن بطرس يعلن صراحة بأن «يسوع ابن الإنسان» هو في ذات الوقت «المسيح ابن الله الحي» الذي تنبأ عنه المزمور الثاني بالكلمات: «لِمَاذَا ٱرْتَجَّتِ ٱلأُمَمُ وَتَفَكَّرَ ٱلشُّعُوبُ فِي ٱلْبَاطِلِ؟ قَامَ مُلُوكُ ٱلأَرْضِ وَتَآمَرَ ٱلرُّؤَسَاءُ مَعاً عَلَى ٱلرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ، قَائِلِينَ: لِنَقْطَعْ قُيُودَهُمَا، وَلْنَطْرَحْ عَنَّا رُبُطَهُمَ» (مز ٢: ١ - ٣) وتنبأ عنه دانيال بالكلمات: «َبَعْدَ ٱثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أُسْبُوعاً يُقْطَعُ ٱلْمَسِيحُ وَلَيْسَ لَهُ» (دا ٩: ٢٦) ونرى في ذات الوقت بأن المسيح لم يكتف بأن يسمع ما يقوله البعيدون عنه بخصوص شخصه، بل سأل تلاميذه المقربين إليه، ليعطيهم فرصة للإفصاح العلني عن ما يعتقدونه فيه، فلما أجابه بطرس قائلاً: «أنت هو المسيح ابن الله الحي» باركه على هذا الإعلان العظيم، وأكد له أن هذا الإعلان لم يأته من مصدر بشري بل من الآب الذي في السموات، وهو بهذا قد صادق على اعتراف بطرس مؤكداً لتلاميذه أنه حقاً ويقيناً «المسيح ابن الله الحي».
وذات مرة اجتمع الفريسيون حوله فسألهم قائلاً: «مَاذَا تَظُنُّونَ فِي ٱلْمَسِيحِ؟ ٱبْنُ مَنْ هُوَ؟ قَالُوا لَهُ: ٱبْنُ دَاوُدَ. قَالَ لَهُمْ: فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِٱلرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً، فَكَيْفَ يَكُونُ ٱبْنَهُ؟ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ» (مت ٢٢: ٤٢ - ٤٦).
ومن هذا النص الصريح نرى أن المسيح سأل الفريسيين عن اعتقادهم فيه، ليدفعهم بالتفكير والبحث في نبوات العهد القديم بأن يعرفوا حقيقة شخصه الكريم. سألهم: كيف يكون المسيح رب داود وابن داود في ذات الوقت؟ ولو فحص الفريسيون العهد القديم بتدقيق، لرأوا أن المسيح هو «رب داود» باعتباره «الله الابن» الذي خلق داود، وأنه «ابن داود» من جهة الجسد كما قرر بولس الرسول ذلك فيما بعد بالكلمات: «بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. ٱلَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ ٱلْجَسَدِ» (رومية ١: ١ و٣).
ليست هناك تعليقات: