الإكرام
كل إنسان يرفض السجود الديني المقدم له يبرهن بذلك أنه غير مستحق لذلك
الإكرام. وعليه إذا ظهر شخص يعترف العالم إجمالاً بامتيازه في الصلاح وقال
إنه هو ابن الله الوحيد الآتي من السماء ثم قبل سجوداً قدم له يؤخذ قبوله
ذلك برهاناً على صدق قوله عن نفسه ودليلاً على تفوقه على جميع البشر بل
وعلى تفرده عنهم. ولا شك في أن هذا هو معنى قبول يسوع المسيح السجود الذي
قدم له مراراً.
لأننا نعلم أنه لم يرض رسول ولا نبي ولا ملاك أن يقدم له السجود أو أن يُعطى ألقاباً تختص بالله. لكن يسوع المسيح مع سمو مداركه ومزيد تواضعه وشدة تعلقه بالله وفرط تمسكه بإكرامه ومع تصريحه بأن السجود والعبادة لا يكونان إلا لله لم يرفض قبولهما عندما قدما له حتى من تلاميذه المستقين تعليمه. ولما خاطبه أحد رسله قائلاً «رَبِّي وَإِلهِي» (يوحنا ٢٠: ٢٨). لم ينتهره. وكذلك لما قال له رسول آخر «أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ» (يوحنا ٢١: ١٧).
كان في عرف الناس أنه نجار فقير من قرية الناصرة وبعيد جداً عن أن تكون له مملكة أرضية في الحال أو في الاستقبال. ومع ذلك فإنه عندما دخل إلى أورشليم راكباً شجع جمهور الذين استقبلوه هاتفين «مُبَارَكٌ ٱلْمَلِكُ ٱلآتِي بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ» (لوقا ١٩: ٣٨).
وهذا الحادث كان حجة لخصومه لما طلبوا صلبه فشكوه للوالي الروماني بأنه مشاغب يقصد قلب عرش الملك قيصر. فلما سأله الوالي «أَأَنْتَ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟» (يوحنا ١٨: ٣٣). أجابه بالإيجاب بقوله «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا ٱلْعَالَمِ» (يوحنا ١٨: ٣٦).
والوالي نفسه كتب عنوانه فوق صليبه باللغات الثلاث «يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ» (يوحنا ١٩: ١٩).
لم يتأت مثل ذلك لنبي ولا لرسول. ولا حصر أحدهم الخلاص بنفسه كما فعل يسوع المسيح الذي كان يدعو الناس أن يأتوا إليه ويؤمنوا به. وكما يتضح كثيراً مما نطق به كقوله:
«تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلثَّقِيلِي ٱلأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متّى ١١: ٢٨).
ولم يستعمل صيغة الجمع في كلام يجمعه مع غيره في أمور الدين كعادة الناس بل كان يقول: «أنا» لا نحن كأنه منفرد عن البشر في الأحكام الدينية. وظهر تفرده أيضاً في أنه لم يستغفر الله قط ولم يظهر ندامة ولا اعترف بزلة ما.
فمن كوكب الإكرام هذا يشرق نور قيادة يسوع المسيح.
إن حاجة البشر العظمى هي إلى قائد يكون كفؤءًا لقيادة كل شعوب الأرض في جميع الأماكن والعصور على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وأحوالهم وعاداتهم وحاجاتهم. وليخرجهم من قفر الإثم والظلام ويأتي بهم إلى فردوس القداسة والسلام. يحتاج البشر إلى قائد يحق له أن يقول كما يقول يسوع:
«مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي ٱلظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ ٱلْحَيَاةِ» (يوحنا ٨: ١٢).
فالقائد الذي نزل من السماء ومنح السلطان ونال بحق إكرام السجود هو الذي يصلح للقيادة الدائمة العامة للبشر أجمع. وكوكب الإكرام الذي ناله هذا المخلص ينير لأنه يشجع جميع الناس على التشبه بالذين أدوا له هذا الإكرام الممتاز متأكدين حقه في ذلك لعدم رفضه إياه حال كونه آية الاستقامة والوداعة والبساطة وإنكار الذات. فيجدون في الصلاة له لذة فريدة لأنه كان شريكهم في الطبيعة البشرية وتجاربها وآلامها. ولأنه قريب منهم يرثي لضعفاتهم. وكوكب الإكرام هذا لا يمسكه بيمينه إلا يسوع وحده.
لأننا نعلم أنه لم يرض رسول ولا نبي ولا ملاك أن يقدم له السجود أو أن يُعطى ألقاباً تختص بالله. لكن يسوع المسيح مع سمو مداركه ومزيد تواضعه وشدة تعلقه بالله وفرط تمسكه بإكرامه ومع تصريحه بأن السجود والعبادة لا يكونان إلا لله لم يرفض قبولهما عندما قدما له حتى من تلاميذه المستقين تعليمه. ولما خاطبه أحد رسله قائلاً «رَبِّي وَإِلهِي» (يوحنا ٢٠: ٢٨). لم ينتهره. وكذلك لما قال له رسول آخر «أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ» (يوحنا ٢١: ١٧).
كان في عرف الناس أنه نجار فقير من قرية الناصرة وبعيد جداً عن أن تكون له مملكة أرضية في الحال أو في الاستقبال. ومع ذلك فإنه عندما دخل إلى أورشليم راكباً شجع جمهور الذين استقبلوه هاتفين «مُبَارَكٌ ٱلْمَلِكُ ٱلآتِي بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ» (لوقا ١٩: ٣٨).
وهذا الحادث كان حجة لخصومه لما طلبوا صلبه فشكوه للوالي الروماني بأنه مشاغب يقصد قلب عرش الملك قيصر. فلما سأله الوالي «أَأَنْتَ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟» (يوحنا ١٨: ٣٣). أجابه بالإيجاب بقوله «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا ٱلْعَالَمِ» (يوحنا ١٨: ٣٦).
والوالي نفسه كتب عنوانه فوق صليبه باللغات الثلاث «يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ» (يوحنا ١٩: ١٩).
لم يتأت مثل ذلك لنبي ولا لرسول. ولا حصر أحدهم الخلاص بنفسه كما فعل يسوع المسيح الذي كان يدعو الناس أن يأتوا إليه ويؤمنوا به. وكما يتضح كثيراً مما نطق به كقوله:
«تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلثَّقِيلِي ٱلأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متّى ١١: ٢٨).
ولم يستعمل صيغة الجمع في كلام يجمعه مع غيره في أمور الدين كعادة الناس بل كان يقول: «أنا» لا نحن كأنه منفرد عن البشر في الأحكام الدينية. وظهر تفرده أيضاً في أنه لم يستغفر الله قط ولم يظهر ندامة ولا اعترف بزلة ما.
فمن كوكب الإكرام هذا يشرق نور قيادة يسوع المسيح.
إن حاجة البشر العظمى هي إلى قائد يكون كفؤءًا لقيادة كل شعوب الأرض في جميع الأماكن والعصور على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وأحوالهم وعاداتهم وحاجاتهم. وليخرجهم من قفر الإثم والظلام ويأتي بهم إلى فردوس القداسة والسلام. يحتاج البشر إلى قائد يحق له أن يقول كما يقول يسوع:
«مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي ٱلظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ ٱلْحَيَاةِ» (يوحنا ٨: ١٢).
فالقائد الذي نزل من السماء ومنح السلطان ونال بحق إكرام السجود هو الذي يصلح للقيادة الدائمة العامة للبشر أجمع. وكوكب الإكرام الذي ناله هذا المخلص ينير لأنه يشجع جميع الناس على التشبه بالذين أدوا له هذا الإكرام الممتاز متأكدين حقه في ذلك لعدم رفضه إياه حال كونه آية الاستقامة والوداعة والبساطة وإنكار الذات. فيجدون في الصلاة له لذة فريدة لأنه كان شريكهم في الطبيعة البشرية وتجاربها وآلامها. ولأنه قريب منهم يرثي لضعفاتهم. وكوكب الإكرام هذا لا يمسكه بيمينه إلا يسوع وحده.
ليست هناك تعليقات: